عاجل

أحمد هارون: كلمة "كل سنة وأنت طيب" تداوي جراح سنوات|فيديو

الدكتور أحمد هارون
الدكتور أحمد هارون

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتجدد الدعوات للتسامح ولم الشمل وإحياء صلة الرحم، خاصةً في ظل ما تمر به العلاقات الإنسانية من توتر وانقطاع بسبب الخلافات المتراكمة، وفي هذا الإطار، شدد الدكتور أحمد هارون، استشاري الصحة النفسية، على أهمية استغلال المناسبات الدينية كمحطات للتطهير النفسي والروحي.

وقال أحمد هارون، خلال لقائه ببرنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على قناة CBC، إن المناسبات الدينية فرصة عظيمة لمراجعة النفس، والدعوة إلى تهدئة القلوب، موضحًا أن كلمة واحدة مثل "كل سنة وأنت طيب" قد تكون مفتاحًا لإصلاح ما أفسدته سنوات من الجفاء.

هل أبادر بالصلح وأنا المجروح؟

من أبرز التساؤلات التي تواجه الكثيرين، بحسب أحمد هارون، هو الشعور بالظلم عند مبادرة الطرف المجروح بالصلح، إذ يتساءل البعض: "هل أبدأ رغم أنني الطرف المتألم؟"، موضحًا أن هذا التساؤل يعكس صراعًا داخليًا عميقًا، لكنه لا ينبغي أن يمنع خطوة التصالح.

وأكد أن التحكم في النفس وضبط المشاعر هو جوهر القوة، مستشهدًا بحديث نبوي شريف أشار إلى أن "جهاد النفس هو الجهاد الأكبر"، معتبرًا أن البداية بالصلح لا تعني التسامح مع الظلم أو تبرئة المخطئ، بل تعني تهذيب النفس والسعي لأجر أعظم عند الله

ضغوط نفسية تمنع التصالح .. لكن الحل بيدك

أوضح أحمد هارون أن هناك عدة رواسب نفسية تمنع الإنسان من اتخاذ خطوة التصالح، مثل الخوف من فهمها بشكل خاطئ، أو الحرج الاجتماعي، أو التأثر بمواقف مؤلمة سابقة، وقال:"تلك المشاعر لا يمكن تجاهلها، لكنها تحتاج إلى عقل راجح ونية خالصة لله، لأن السلام النفسي يستحق المجازفة بالمبادرة".

وأضاف أحمد هارون أن الثقة بالنفس وقوة الإيمان عاملان رئيسيان في التغلب على هذه الحواجز، مشيرًا إلى أن النية الصادقة كفيلة بأن تُثمر عن نتائج إيجابية حتى إن لم تُقابل بالمثل.

المجتمع يربط بين التسامح والضعف

أشار أحمد هارون إلى أن البرنامج تلقى عددًا كبيرًا من التعليقات التي تعكس ازدواجية المشاعر لدى المشاهدين، إذ أعرب كثيرون عن رغبتهم في المصالحة سرًا، لكنهم تجنبوا التصريح بها علنًا خوفًا من نظرة المجتمع، التي تربط أحيانًا بين التسامح والضعف.

وقال أحمد هارون: "التسامح ليس ضعفًا بل شجاعة، لأنه يتطلب تجاوز الأنا وتهذيب الكبرياء، ومن يستطيع أن يفعل ذلك هو صاحب نفس قوية ومتزنة".

كلمة واحدة قد تغيّر كل شيء

وفي ختام حديثه، أكد الدكتور أحمد هارون أن البداية لا تحتاج إلى كلمات طويلة أو مبادرات رسمية، بل يمكن أن تبدأ بجملة بسيطة مثل "كل سنة وأنت طيب" أو "عيدك مبارك"، وهي كفيلة بكسر الحاجز النفسي، وفتح باب جديد للتواصل والمحبة.

ودعا الجميع إلى انتهاز فرصة عيد الأضحى كفرصة لإصلاح العلاقات العائلية والإنسانية، والعودة لصلة الرحم، مؤكدًا أن الخطوة الأولى دائمًا هي الأصعب، لكنها الأهم والأكثر ثوابًا.

أحمد هارون
أحمد هارون

خلاصة الرسالة: لا تنتظر.. بادر

عيدالأضحى ليس فقط شعيرة دينية، بل هو فرصة نفسية وروحية للتجديد، وللعودة إلى الذات والآخرين. فلا تجعل الكبرياء يمنعك من خطوة قد تُغير مجرى علاقتك بشخص كنت تظنه بعيدًا، فقط قل: "كل سنة وأنت طيب".

تم نسخ الرابط