عاجل

علي جمعة: "مسند الإمام أحمد" سيظل من أعظم المراجع الحديثة في الإسلام|فيديو

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، أن الإمام أحمد بن حنبل، شيخ الإمام البخاري، أنشأ واحدة من أعظم موسوعات الحديث النبوي في التاريخ الإسلامي، وهو "مسند الإمام أحمد"، الذي يحتوي على عدد هائل من الأحاديث النبوية الشريفة.

وخلال مشاركته في بودكاست "مع نور الدين" على قناة الناس، أوضح الدكتور علي جمعة أن العلماء أجمعوا على أن كل الأحاديث الواردة في "صحيح البخاري" موجودة أيضًا في "مسند الإمام أحمد"، باستثناء حديث واحد فقط، وهو حديث "أم زرع".

حديث أم زرع .. الحديث الوحيد الغائب عن المسند

وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن حديث "أم زرع" هو الحديث الوحيد في صحيح البخاري الذي لم يرد في مسند الإمام أحمد، مشيرًا إلى أن هذا الحديث الطويل يروي قصة مجموعة من النساء اللاتي تحدثن عن أزواجهن وصفاتهم، ويختتمه النبي ﷺ بقوله لعائشة رضي الله عنها: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع".

وأضاف الدكتور علي جمعة أن الحديث يُعد درسًا اجتماعيًا وأخلاقيًا مهمًا، حيث يقدم تقييمًا لأنماط مختلفة من العلاقات الزوجية، ويُظهر فهم النبي العميق لطبيعة النساء والرجال على حد سواء.

ورد في البخاري وأحمد.. فاعلم أنه صحيح

ذكر الدكتور علي جمعة أن العلماء القدامى ومشايخ الحديث كانوا يُرددون قاعدة ذهبية تقول: "إذا قيل إن الحديث أخرجه البخاري وأحمد، فاعلم أنه حديث صحيح".

وأكد الدكتور علي جمعة أن هذه القاعدة تعكس الثقة العالية بموسوعة "المسند"، حتى لو لم يكن الباحث قد اطلع بنفسه على الحديث في كتاب الإمام أحمد، بسبب اتساع حجم الكتاب وكثرة أبوابه.

قيمة علمية دقيقة يغفلها كثيرون

لفت الدكتور علي جمعة إلى أن معرفة هذا الاستثناء الوحيد (حديث أم زرع) يُعد فائدة علمية دقيقة، قد لا يلاحظها كثير من طلاب العلم، مشيرًا إلى أن هذا التفصيل يبرز دقة التوثيق والتصنيف عند علماء الحديث، وكذلك عظمة الجهود التي بُذلت في حفظ السنة النبوية.

أوضح الدكتور علي جمعة أن رحلة جمع وتدوين السنة النبوية مرّت بمراحل متتالية من التأليف والتوثيق، حيث بدأ التدوين المبكر في القرن الأول والثاني، وبلغ ذروته في القرن الخامس الهجري، مشيرًا إلى أن المسندات والمصنفات التي ظهرت في ذلك العصر كانت بمثابة المكتبات الكاملة للأحاديث النبوية.

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

تدوين السنة.. رحلة علمية بلغت ذروتها 

وشدد الدكتور علي جمعة على أن هذا المجهود العلمي يمثل إنجازًا حضاريًا للأمة الإسلامية، ويؤكد أن حفظ السنة لم يكن عملًا عشوائيًا، بل كان نتيجة لمنهج علمي دقيق ونية صادقة في خدمة الدين.

اختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن "مسند الإمام أحمد" سيظل من أعظم المراجع الحديثية في الإسلام، وأن غياب حديث واحد فقط من صحيح البخاري عنه لا يقلل من قيمته، بل يعكس مدى اكتماله وغزارته العلمية.

تم نسخ الرابط