قيثارة السماء.. إحياء الذكرى الـ75 للشيخ محمد رفعت بمشاركة «البحوث الإسلامية»

ألقى الدكتور حسن خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية، كلمةً ممثِّلًا للأزهر الشريف، خلال مشاركته في احتفالية أقيمت بساقية الصاوي؛ بمناسبة عرض فيلم وثائقي عن الشيخ محمد رفعت، في الذكرى الخامسة والسبعين لرحيله.
الأمين المساعد لـ(البحوث الإسلامية): علَّمنا كيف يُتلى القرآن حياءً وخشية لا أداءً واستعراضًا
وأكَّد الدكتور حسن خليل في كلمته أنَّ الأزهر الشريف لا يُحيي ذكرى الشيخ محمد رفعت لمجرد التأبين؛ بل ليُجدِّد عهد الوفاء لرموز القرآن، ويُوقظ ذاكرة الأمَّة على قامة من قامات التلاوة وروحٍ ما زالت تضيء محراب الخشوع.
وقال خليل : «لقد مضت خمسة وسبعون عامًا على رحيل هذا الشيخ العظيم، ولم يَفْتُر الحديث عنه، ولم يخفت صوته في الذاكرة الجمعيَّة لهذه الأمَّة، ولم تزَل حنجرته تُرتل بين جنبات المساجد والبيوت، ولئن كانت الأصوات تتلاشى، فإن أصوات القرآن لا تموت؛ لأنها متصلة بالحي الذي لا يموت».
وأضاف الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية أنَّ الشيخ رفعت لم يكُن قارئًا تقليديًّا ولا مؤديًا متكلِّفًا؛ بل كان تجرِبة إيمانية تمشي على الأرض، وصوتًا نزل من أعالي الروح، يسري في النفوس كالماء الزلال، وتميَّز بالخشوع قبل الحنجرة، وبالصدق قبل النغمة، وبالورع قبل الأداء.
وتابع أنَّ الشيخ محمد رفعت علَّم الأجيال كيف يُتلى القرآن حياءً لا أداءً فقط، وخشيةً لا استعراضًا، وإخلاصًا لا ابتغاءَ تصفيقٍ أو إطراء، مبينًا أنَّه كان مثالًا حيًّا على ثمرة نقيَّة أثمرتها شجرة العلم إذا سُقيت من معين القرآن، وتربَّت في حِضن الشريعة، وتفتَّحت في ظلال الذِّكر.
وأشار إلى أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد حرم الشيخ رفعت نعمة البصر، ليمنحه نعمة البصيرة، فجعل من صوته دليلًا يهدي القلوب، ونورًا يُبصِّر مَن لم يسمع، وأنَّه لم تكُن حنجرته فقط ما تميِّزه؛ بل كان وجدانًا نابضًا بالخشوع، وعقلًا يحسن الفهم، ونفسًا متصلة بالله.
وختم الأمين الدكتور حسن خليل كلمته بتجديد دعوة الأزهر للشباب بأن ينهلوا من تجرِبة الشيخ رفعت لا في المقامات والنغمة فحسب، بل في صدق التوجُّه إلى الله، والإقامة في محراب الخشية، موضِّحا أنَّ الصوت وإن بلغ عنان السماء، فإنما يرفع صاحبه إن سكن الخشوع قلبه.