اليوم ذكرى وفاته.. صاحب الصوت الخاشع والموهبة الفذة الشيخ حسن النادي

حباهُ الله موهبة متدفقة، وصوتًا نديا خاشعًا، وقبولًا لكل من يستمع إليه، وُلد كفيفًا في قلب مصر، لكن موهبته الفذة وصوته الخاشع مكَّناه من أن يكتب تاريخًا خالدًا في مجال التلاوات القرآنية والابتهالات الدينية. إنه قارئ القرآن الكريم الشيخ محمد حسن النادي الذي تحلُّ ذكرى وفاته اليوم «الأول من يونيه».
نستعرض في السطور التالية مسيرة القارئ الذي ترك إرثًا لا يزال يُحتذى به في تلاوة القرآن وعالم الإنشاد الديني.
كان الشيخ "محمد حسن النادي" امتدادًا للقارئ الكفيفين الشيخ على محمود والشيخ محمد رفعت، وكل منهما كان أيقونة متعددة المواهب، وكأن يؤمل فيه أن يكمل مسيرته نحو الإبداع والتألق إلا أن الموت اختطفه دون سابق إنذار عن عُمر ناهز 38 عامًا فقط.
صاحب بصيرة حاضرة
ولد الشيخ حسن النادي، في مثل هذا اليوم عام 1921 بقرية شبرا السلام التابعة لمحافظة الدقهلية، وكان قدره أن يولد كفيفًا، لكنه عوّض ذلك بنور البصيرة وصوت عذب.
التحق الشيخ حسن النادي، بالكتاب في سن صغيرة وتمكن من حفظ القرآن الكريم كاملًا في سن مبكرة، ورغم فقدانه البصر، كانت بصيرته حاضرة وقدرته على استيعاب المقامات والأداء الصوتي جعلته يتنقل بين الكتاتيب ليتلقى العلم والقراءة على أيدي كبار شيوخ قريته.
في أوائل الأربعينيات، بدأت شهرة الشيخ النادي تتسع، كمقرئ للقرآن الكريم، والانشاد الديني، وفي عام 1945 عندما بلغ 22 عامًا، شد الشيخ النادي الرحال من الدقهلية إلى الإسكندرية، ليُعيّن قارئًا للقرآن الكريم بالمسجد العباسي.
وذات جمعة حضر الملك فاروق صلاة الجمعة بالمسجد، وكان صوت الشاب الكفيف قد بدأ يلفت الأنظار.
أنصت الملك إليه بإعجاب، وطلب بعد الصلاة ترشيحه لاعتماده بالإذاعة المصرية، وهو ما تم رسميًا عام 1948، وكان عمره حينها لا يتجاوز 25 عامًا، ليُصبح واحدًا من أصغر القراء الذين تم اعتمادهم في تاريخ الإذاعة.
وطول رحلته في تلاوة القرآن الكريم، أبدع الشيخ النادي في قراءة القرآن بطريقة تُشعر المستمع وكأنه يعيش مع كل آية، ويستشعر عمق كل معنى، بالإضافة إلى ذلك كان له أسلوب مميز في الابتهالات الدينية، جمع فيه بين الأصالة والتجديد.
سجَّل الشيخ "محمد حسن النادي" العديد من التلاوات القرآنية التي تذاع عبر الشبكات الإذاعية المحلية، فضلًا عن الإذاعات العربية، منذ وفاته قبل 63 عامًا وحتى يومنا هذا، وتحمل في ثناياها ملامح وصوت وبصمة قارئ استثنائي ومختلف وعظيم.
يوم وفاته
رحل الشيخ النادي عن عالمنا في الأول من يونيو عام 1961، ولم يتجاوز حينها الأربعين من عمره، ورغم أن حياته لم تدم طويلًا، إلا أن الشيخ محمد حسن النادي استطاع أن يخلد اسمه في قلوب محبي القرآن الكريم، عبر أثير الإذاعة، وبين طلاب القراءات.