عاجل

عالم أزهري يوضح ما لا يجوز للمحرم ارتداءه في مناسك الحج|فيديو

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

استعرض الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، المعاني العميقة في حديث النبي ﷺ الذي بيّن فيه ما يجب أن يمتنع عنه المحرم أثناء أداء مناسك الحج، مؤكدًا أن هذا الحديث النبوي يُعد من الأحاديث الجامعة التي تبرز الحكمة في التشريع، حيث ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: "يا رسول الله ما يلبس المحرم من الثياب؟"، فقال النبي ﷺ: "لا يلبس القمص، ولا العمائم، ولا السراويلات، ولا البرانس، ولا الخفاف إلا أحد لا يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين، ولا تلبسوا من الثياب شيئًا مسه زعفران أو ورس".

جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج "أعرف نبيك" على قناة "الناس"، حيث أوضح الدكتور يسري جبر أن النبي ﷺ ركّز في جوابه على ما يُمنع المحرم من ارتدائه في مناسك الحج، ولم يُفصّل في المباح، لأن الممنوع محصور والمباح واسع غير محصور، وهي طريقة نبوية تُظهر الرحمة والدقة في التعليم.

مناسك الحج .. إحرام الرجل التزام بالبساطة والتجرد

أوضح الدكتور يسري جبر أن الرجل المحرم يجب عليه أن يتجنب ارتداء المخيط في مناسك الحج، أي كل ما صُنع على مقاس عضو معين من الجسم، مثل القمص والسراويل والعمائم، مؤكدًا أن هذا يشمل أيضًا البرانس والخفاف، وهي الثياب التي تحيط بالجسم وتُظهر الترف، وهو ما يتنافى مع روح التجرد والتواضع في الحج.

وأشار الدكتور يسري جبر إلى أنه في حال عدم توفر النعلين، يمكن للرجل أن يرتدي الخف بشرط أن يُقطع أسفل من الكعبين في مناسك الحج، موضحًا أن النبي وصف هذا بقوله: "فليقطعهما أسفل من الكعبين"، أي يحوّله لما يشبه النعل، ويُعرف بالعامية بـ"يشبشبه"، وهو تأكيد على تبسيط المظهر والبعد عن التكلّف.

إحرام المرأة.. ضوابط شرعية بحكمة وتيسير

وعن المرأة، بيّن الدكتور يسري جبر أن إحرامها يكون في ثيابها العادية المحتشمة في مناسك الحج، شريطة أن لا تكون ضيقة أو شفافة أو لافتة للأنظار، ويجب أن تغطي جميع بدنها بما في ذلك قدميها، مع السماح بإظهار الوجه والكفين فقط، لافتًا إلى أن لبس النقاب والقفازات أثناء الإحرام محظور شرعًا، وهو أمر واجب لا يخضع للاختيار.

وأكد الدكتور يسري جبر أن هذا المنهج النبوي جاء لحماية المرأة وتكريمها في مناسك الحج، دون أن يُثقل عليها أو يفرض ما يشقّ تنفيذه في ظروف السفر والنسك، وهي رحمة بالمسلمات وحرص على تحقيق مقاصد الشريعة.

محظورات الإحرام: الطيب وتغطية الرأس للرجال

شدّد الدكتور يسري جبر على أهمية الامتناع عن استخدام الطيب أو ارتداء الثياب الممسوحة بالعطور في مناسك الحج، مثل الملابس المصبوغة بـالزعفران أو الورس، لأن الطيب من محظورات الإحرام، مشيرًا إلى أن العطر في الإحرام لا يُعتبر تزيينًا بل مخالفة شرعية توجب الفدية.

كما أوضح الدكتور يسري جبر أن تغطية الرأس بالنسبة للرجال محرمة أثناء الإحرام في مناسك الحج، بينما يُسمح بتغطية الوجه في حالات الضرورة مثل الغبار أو المرض، لكنه نبّه إلى أن استخدام الماسك أو النقاب للرجال دون عذر شرعي يُوجب الفدية أيضًا.

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

الإحرام عبادة ظاهرية وباطنية

اختتم الدكتور يسري جبر حديثه بتأكيد أن الإحرام ليس فقط مظهرًا خارجيًا بل سلوكًا تعبّديًا يعكس الخشوع والتواضع لله في مناسك الحج، مشيرًا إلى أن الالتزام بالضوابط الشرعية في الملبس والنية هو أول خطوة في قبول الحج.

وشدد: "من دخل الإحرام، دخل في عهد مع الله.. والنية الخالصة والاتباع الدقيق لهدي النبي ﷺ هما الأساس في قبول العمل"، داعيًا الحجاج إلى التحلي بالوعي واليقظة الدينية في كل تصرفاتهم، لتكون رحلة الحج مقبولة ومثمرة روحيًا وسلوكيًا.

تم نسخ الرابط