ما حكم المبيت بمزدلفة وترك السعي في مناسك الحج والعمرة؟

في موسم الحج لعام 2025، يتجدد البحث عن الفتاوى الشرعية المتعلقة بمناسك الحج، وخاصة مع الزحام الشديد وتزايد أعداد الحجاج من مختلف أنحاء العالم.
وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي بشأن المكوث في مزدلفة، وأجابت على تساؤلات المواطنين حول ترك السعي في الحج أو العمرة، سواء بعذر أو بدون.
دار الإفتاء: يجوز المكوث بمزدلفة قدر حط الرحال
نشرت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع فيس بوك فتوى مهمة تخص المبيت في مزدلفة، أحد المناسك التي تثير الجدل والارتباك بين بعض الحجاج، خاصة في السنوات التي تشهد أعدادًا كبيرة.
وأكدت الدار "يجوز شرعًا المكوث بمزدلفة قدر حطِّ الرحال، وصلاة المغرب والعشاء، والاكتفاء بالمرور بها؛ خاصة في هذه الأزمان التي كثرت فيها أعداد الحجيج كثرةً هائلةً، ومن تركه فلا شيء عليه".
وتأتي هذه الفتوى لتخفف المشقة عن الحجاج، وتُبرز يسر الشريعة الإسلامية في التعامل مع حالات الزحام والظروف الطارئة التي قد تصادف الحجاج أثناء أدائهم للمناسك.
ما معنى "قدر حط الرحال" في مزدلفة؟
يشير مصطلح "قدر حط الرحال" إلى البقاء في مزدلفة فترة قصيرة تتيح للحاج الاستراحة، وصلاة المغرب والعشاء، دون المبيت طيلة الليل، وهو ما يُعد جائزًا شرعًا في حالات الزحام الشديد أو الأعذار المشروعة،وقد أوضحت الدار أن الاكتفاء بالمرور بمزدلفة جائز أيضًا في هذه الحالات.
السعي بين الصفا والمروة.. ماذا لو تركه الحاج؟
وفي وقت سابق، تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من أحد المواطنين نصه: "ما حكم مَنْ ترك السعي في الحج أو العمرة، سواء بعذر أو بدون عذر؟".
وأجابت الدار عبر موقعها الرسمي بأن السعي بين الصفا والمروة ركن أساسي من أركان الحج والعمرة، ولا يصح النسك إلا بإتمامه.
وقالت "السعي ركنٌ من الأركان التي لا يتم الحج والعمرة إلا بجميعها، ولا يُجبَر تركُه بدمٍ عند جمهور الفقهاء، وعلى من تركه أو ترك بعضه الرجوع إلى مكة والإتيان به حتى لو كان تركه بعذر؛ كأن يكون جاهلًا أو ناسيًا".
فقهاء الحنفية: هذه أحكام من ترك السعي بعذر أو دون
أما عن رأي المذهب الحنفي، فقد بيَّنت دار الإفتاء أن هناك تخفيفًا في الحكم حسب الحالة:
- من ترك السعي كاملًا أو معظمه بعذر خارج عن إرادته، فلا شيء عليه.
- أما من تركه دون عذر، فعليه ذبح شاة.
- ومن ترك ثلاثة أشواط أو أقل، فعليه إخراج نصف صاع من بُرّ عن كل شوط لم يتمه.
- وأكدت دار الإفتاء مبدأًا شرعيًا مهمًا في ختام الفتوى:
- "من ابتُلي بالمختلف فيه فله تقليد من أجاز".
التيسير في الحج.. نهج شرعي لمراعاة الحجيج
تعكس هذه الفتاوى توجه الشريعة الإسلامية نحو التيسير ورفع الحرج عن المسلمين، خاصة في الظروف التي تتغير من عام لآخر في موسم الحج، كزيادة أعداد الحجاج، والتحديات الصحية أو اللوجستية.
كما توضح هذه الفتاوى ضرورة الاطلاع على الأحكام الفقهية المحدثة من مصادر رسمية موثوقة كدار الإفتاء المصرية، لتجنب الوقوع في الخطأ أو أداء المناسك بطريقة غير صحيحة.