القومي للبحوث: الليزر بديلاً عن الأدوية التقليدية في علاج التدخين

أكدت الدكتورة لمياء سمير، طبيبة بعيادة الإقلاع عن التدخين في المركز القومي للبحوث، أن الأدوية لم تعد الوسيلة الفعالة الوحيدة لمساعدة المدخنين على التوقف عن هذه العادة الضارة، خصوصًا في ظل ضعف استجابتهم لها في بعض الحالات.
وأشارت الدكتورة لمياء سمير إلى أن المركز بدأ بالفعل منذ عدة سنوات اعتماد تقنية الليزر كوسيلة علاجية بديلة، أثبتت فعاليتها العالية وساهمت في تحقيق نتائج وصفَتها بـ"الهائلة".
وجاءت تصريحات الدكتورة لمياء سمير، خلال لقائها في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا"، الذي يُعرض على قناة CBC الفضائية، حيث تناولت بالتفصيل الخطط العلاجية الحديثة التي يُعتمد عليها داخل عيادات الإقلاع عن التدخين، والآثار الإيجابية التي نتجت عن استخدام العلاج بالليزر.
ضعف فعالية الأدوية
أوضحت الدكتورة لمياء سمير أن الأدوية التي كانت تُستخدم سابقًا لعلاج الإدمان على التدخين، لم تعد فعالة بنفس القوة، خصوصًا مع فئات معينة مثل مرضى الأمراض المزمنة أو صغار السن، مشيرة إلى أن هذه الفئات لا تستطيع أحيانًا تحمّل الأعراض الجانبية لبعض العلاجات الدوائية، وهو ما دفع الفريق الطبي بالمركز القومي للبحوث إلى البحث عن بدائل آمنة وفعالة.
وتابعت الدكتورة لمياء سمير: "لاحظنا تراجع تأثير الأدوية في كثير من الحالات الإقلاع عن التدخين، وهو ما تطلّب منّا تطوير آلية العلاج، خاصة للفئات الحساسة صحيًا مثل مرضى القلب والسكري، وكذلك الأطفال المعرضين للتدخين السلبي".
آلية العلاج بالليزر
وتابع: العلاج بالليزر الذي يُستخدم حاليًا في المركز يعتمد على تحفيز بعض النقاط العصبية في الجسم لـ الإقلاع عن التدخين، باستخدام موجات ليزر منخفضة الطاقة، تعمل على تقليل الرغبة الشديدة في النيكوتين، وتساعد الجسم على التخلص من السموم بشكل تدريجي.
وأشارت الدكتورة لمياء سمير إلى أن هذه التقنية تعتبر آمنة تمامًا، ولا تتطلب تدخلًا جراحيًا أو تناول مواد كيميائية في إطار الإقلاع عن التدخين، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للعديد من المدخنين الراغبين في الإقلاع دون مضاعفات، كما يُعد العلاج بالليزر غير مؤلم وسريع النتائج، وقد يشعر بعض المرضى بتحسّن واضح بعد الجلسة الأولى.
نتائج إيجابية
أكدت الدكتورة لمياء سمير أن التجارب السريرية والملاحظات الميدانية داخل عيادات المركز أظهرت نسب نجاح مرتفعة للغاية في حالات الإقلاع عن التدخين باستخدام الليزر، مشيرة إلى أن العديد من المرضى توقفوا تمامًا عن التدخين خلال أسابيع قليلة من بدء العلاج.
ودعت الدكتور لمياء سمير الجهات الصحية ومراكز البحث إلى التوسع في استخدام هذه التقنية، وتدريب فرق طبية متخصصة لتطبيقها على نطاق واسع من أجل الإقلاع عن التدخين، لما لها من آثار إيجابية ليس فقط على صحة الأفراد، بل على الصحة العامة ومعدلات الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين.

رسالة أمل للمدخنين
في ختام حديثها، وجهت الطبيبة رسالة إلى جميع المدخنين، قائلة: "الإقلاع عن التدخين لم يعد مستحيلاً.. هناك حلول فعالة وآمنة الآن، مثل العلاج بالليزر، تساعدك على التخلص من الإدمان دون ألم أو مضاعفات، والمهم هو اتخاذ القرار والشجاعة في الخطوة الأولى".
وشدد على أن الدعم النفسي والوعي المجتمعي من أهم عوامل النجاح في هذه الرحلة، مشيرة إلى أهمية دور الأسرة ووسائل الإعلام في التوعية بخطورة التدخين وطرق التخلص منه.
العلاج بالليزر يمثل ثورة طبية جديدة في مجال الإقلاع عن التدخين، يفتح الأمل أمام آلاف المدخنين في مصر والعالم، خاصة أولئك الذين لم تحقق معهم الأدوية التقليدية النتائج المرجوة، المركز القومي للبحوث يقود هذه المبادرة ويحقق نجاحات ملموسة تدعو للتفاؤل والتوسع في المستقبل.