في اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين.. منظمة الصحة العالمية تطلق حملة «فضح زيف»
التدخين لا يزال من أكبر التحديات الصحية التي تواجه العالم ، ورغم التقدّم في التوعية والمكافحة، فإن ملايين الأشخاص يواصلون الوقوع في فخ هذه العادة المدمرة. وفي اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين، أطلقت منظمة الصحة العالمية حملة جديدة تحمل شعار "فضح زيف المغريات"، لتسليط الضوء على الأساليب المضللة التي تستخدمها شركات التبغ لاستقطاب المدخنين، خاصة من فئة الشباب، ولتشجيع الحكومات والمجتمعات على الوقوف في وجه هذه الحملات الدعائية الممنهجة.
تفاصيل حملة “فضح زيف المغريات”
التدخين لم يعد مجرد سلوك فردي، بل أصبح ظاهرة مجتمعية لها تبعات صحية واقتصادية خطيرة. وفي تقريرها الرسمي الصادر بهذه المناسبة، كشفت منظمة الصحة العالمية أن دولًا عربية مثل مصر والأردن وسوريا تسجّل نسبًا مرتفعة في استهلاك التبغ بمختلف أشكاله، سواء السجائر التقليدية أو الشيشة أو السجائر الإلكترونية ، وأشارت المنظمة إلى أن شركات التبغ تروّج منتجاتها من خلال ربطها بصورة نمطية خادعة للحرية والجاذبية، بينما الواقع أنها تؤدي إلى الإدمان والأمراض القاتلة، وتهدف الحملة إلى "فضح" هذه المغريات الكاذبة وكشف حقيقتها، من خلال حملات إعلامية رقمية وتوعوية في المدارس والجامعات، إلى جانب الشراكة مع الجهات الصحية والمحلية.
التدخين يتسبّب في وفاة أكثر من 8 ملايين شخص سنويًا حول العالم، ويضر بكل أعضاء الجسم، بما في ذلك القلب والرئتين والأوعية الدموية. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن التبغ مسؤول عن أكثر من 25% من وفيات السرطان في العالم، ويعد من الأسباب الرئيسية لسرطان الرئة وأمراض القلب والسكتات الدماغية. وأكد الدكتور "تيدروس أدهانوم غيبريسوس"، المدير العام للمنظمة، في كلمته الرسمية، أن هذه الحملة تركز على حماية الأجيال الجديدة من الوقوع في فخ الإعلانات الترويجية الكاذبة، مشددًا على أهمية الدعم الحكومي لتشريعات تحد من الترويج والتوزيع، خاصة في الأوساط الفقيرة والمراهقين.
التدخين في الشرق الأوسط يمثل تحديًا مضاعفًا، حيث تتداخل العوامل الاجتماعية والثقافية مع ضعف الرقابة على المنتجات التبغية. وفي هذا الإطار، دعت المنظمة إلى توفير برامج إقلاع مجانية ودعم نفسي للمدخنين، وتكثيف الرقابة على وسائل الإعلان، وفرض ضرائب أعلى على منتجات التبغ. وأوضحت أن الاستمرار في التوعية هو المفتاح الأساسي لكسر سلسلة الإدمان.
التدخين لم يعد مجرد عادة، بل خطر متزايد على الصحة العامة، يستدعي وقفة جدية من الأفراد والمؤسسات. وحملة "فضح زيف المغريات" التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية تأتي في توقيت حاسم، لتذكّر الجميع بأن الإقلاع عن التدخين ليس فقط قرارًا فرديًا، بل مسؤولية جماعية تحفظ حياة الملايين حول العالم.
