أمينة صبري: الإذاعة المصرية صنعت الوعي وأثرت في ثقافة المصريين|فيديو

أكدت الإذاعية أمينة صبري أن الإذاعة المصرية لم تكن مجرد وسيلة إعلامية لنقل الأخبار أو الترفيه، بل كانت في زمنها الذهبي منبرًا يحمل رسالة وطنية وتثقيفية عميقة، هدفها الأول بناء الإنسان المصري فكريًا وثقافيًا، جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية لها مع الإعلامية سهير جودة في برنامج "الستات"، المذاع عبر قناة النهار الفضائية، مساء السبت.
وقالت الإذاعية أمينة صبري: "كنا مخلصين جدًا في تقديم محتوى الإذاعة المصرية يحمل رسالة حقيقية للشعب المصري"، مؤكدة أن العمل الإذاعي في تلك الحقبة كان يقوم على القيم والمبادئ والإخلاص في أداء الرسالة الإعلامية، وليس فقط على الجانب الترفيهي.
الإذاعة المصرية .. أحد الأعمدة ومكتبتها الثمينة
كشفت الإذاعية أمينة صبري أن 15% من محتوى مكتبة الإذاعة المصرية يعود للإذاعي القدير وجدي الحكيم، أحد أعمدة العمل الإذاعي، والذي كان له بصمة واضحة في إثراء الإذاعة بمادة صوتية وثقافية خالدة. وأشارت إلى أن أعماله لم تكن مجرد برامج عابرة، بل كانت تتميز بعمق فكري واحترافية عالية في تقديم المضمون.
وأضافت الإذاعية أمينة صبري: "الحكيم كان يتمتع بأسلوب فريد في التقديم لـ الإذاعة المصرية، يربط المستمع بالمادة المقدمة ويجذبه بأسلوب حواري راقٍ".
أشادت الإذاعية أمينة صبري بالدور الكبير الذي قامت به الإذاعة المصرية في نشر اللغة العربية السليمة بين أفراد المجتمع المصري، موضحة أن البرامج والمحتوى الذي تم بثه لعقود من الزمن، سواء برامج حوارية أو ثقافية أو دينية، ساهم بشكل كبير في ترسيخ استخدام العربية الفصحى في الأذن المصرية.
ولفتت الإذاعية أمينة صبري إلى أن الإذاعة المصرية سور القرآن الكريم بصوت كبار القراء، إلى جانب البرامج التي كانت تعتمد على التقديم باللغة العربية الفصحى، مثل "حديث الروح" و"قال الفلاسفة"، جعلت من الإذاعة أداة فعالة لتقويم اللسان وتعزيز الهوية الثقافية لدى الشعب المصري.
أدباء ومفكرون عبر أثير الإذاعة المصرية
وتحدثت الإذاعية أمينة صبري بفخر عن الكنز الثقافي الهائل الذي قدمته الإذاعة المصرية، مشيرة إلى أن كبار الأدباء والمفكرين مثل طه حسين، عباس العقاد، فكري أباظة، وسهير القلماوي، كانوا ضيوفًا دائمين في برامج الإذاعة أو يشاركون من خلال كتاباتهم وأحاديثهم الفكرية.
وأكدت الإذاعية أمينة صبري أن وجود هؤلاء الرموز ضمن منظومة الإعلام الإذاعي كان له أثر بالغ في تشكيل وعي وذوق أجيال كاملة، حيث استقى المصريون معلوماتهم واهتماماتهم الثقافية من هذه المنصة، التي كانت تُقدَّم بمهنية عالية وبلغة راقية.
في ختام حديثها، شددت الإذاعية أمينة صبري على أن الإذاعة المصرية في عصرها الذهبي كانت مدرسة وطنية وتنويرية، لا تهدف فقط إلى نقل الأخبار أو الترفيه، بل لبناء عقل وفكر ووجدان المواطن المصري، مشيرة إلى أن هذا الدور التنويري يجب ألا يُنسى في ظل التحول الرقمي وانتشار وسائل الإعلام الحديثة.
وأضافت الإذاعية أمينة صبري: "ما زالت الإذاعة المصرية تحتفظ بمكانتها في قلوب الكثيرين، لأن صوتها كان دومًا صادقًا، يحمل الوعي والثقافة والحب الحقيقي لهذا الوطن".

الإذاعة.. مدرسة وطنية وتنويرية خالدة
الإذاعة المصرية، كما وصفتها أمينة صبري، ليست فقط مؤسسة إعلامية، بل ذاكرة وطن وروح ثقافة، شارك في تشكيلها نخبة من المفكرين والمبدعين، وتركت أثرًا لا يُمحى في وجدان الشعب المصري.