المنظمات الأهلية: الاحتلال دمّر البنية الاقتصادية ويستهدف مؤسسات الإغاثة عمداً

قال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية في فلسطين، إن سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل في قطاع غزة ليست ظاهرة حديثة أو طارئة، بل هي جزء من مخطط ممنهج مستمر منذ ما يقرب من 20 عامًا، يعتمد على حصار خانق وتدمير متعمد للبنى الاقتصادية والاجتماعية في القطاع، مما أدى إلى زيادة اعتماد السكان على المساعدات الإنسانية.
وأضاف "الشوا"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على شاشة القاهرة الإخبارية، أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد فرض قيود صارمة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مستخدمًا إياها كأداة ضغط سياسي على السكان المدنيين. وأوضح أن هذه السياسة لا تقتصر على قيود لوجستية فقط، بل تشمل أيضًا اعتداءات متكررة على طواقم العمل الإنساني.
وأكد "الشوا" أن المؤسسات الدولية، وعلى رأسها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أصبحت هدفًا مباشرًا لهذه الاعتداءات، حيث سقط أكثر من 280 شهيدًا من طواقم الأونروا نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وأشار إلى أن الكنيست الإسرائيلي أصدر قرارًا بحظر عمل الأونروا ومنع دخول مساعداتها وموظفيها الدوليين إلى قطاع غزة والضفة الغربية، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ويعرقل عمل أكبر مؤسسة أممية تقدم الدعم للاجئين الفلسطينيين.
تصعيد عسكري مستمر
من ناحية أخرى، وفي تطور ميداني خطير، أكد مراسل قناة "القاهرة الإخبارية"، يوسف أبو كويك أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بات يسيطر على نحو 80% من مساحة قطاع غزة، تاركًا ما لا يزيد عن 20% فقط من الأراضي للفلسطينيين، يأتي ذلك وسط تصعيد عسكري مستمر، يطول مناطق اللاجئين والمدنيين والمناطق السكنية دون تمييز، ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.
استهداف جوي
وأفاد يوسف أبو كويك أن القصف الجوي الإسرائيلي استمر منذ ساعات الصباح الباكر، واستهدف الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر خيام اللاجئين في منطقة المواصي شرق خانيونس، بالإضافة إلى منازل المواطنين في وسط وشرق قطاع غزة، هذا التصعيد يأتي في وقتٍ لم يعد للمدنيين فيه أي ملاذ آمن، بعد أن ضاقت المساحات المتاحة لهم تحت وطأة الاحتلال والقصف المتواصل.
وأشار يوسف أبو كويك إلى أن الأوضاع الإنسانية في غزة تشهد تدهورًا متسارعًا مع استمرار تهديدات الاحتلال الإسرائيلي اليومية، التي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى في صفوف السكان قطاع غزة، مضيفًا أن حالة الخوف والذعر باتت تسيطر على الجميع، في ظل غياب أي ممرات آمنة أو حلول إنسانية فعّالة.
بحسب يوسف أبو كويك، فإن الاحتلال الإسرائيلي بسطت سيطرتها على محافظة رفح بالكامل، والتي تمثل نحو 20% من مساحة قطاع غزة، إضافة إلى أجزاء كبيرة من المحافظة الشمالية، كما يفرض الجيش سيطرته على الشريط الحدودي شرق غزة، بعمق يتراوح بين كيلومتر وثلاثة كيلومترات، في مناطق مثل الشجاعية والتفاح والشعف وأبو صفية شرق جباليا.