واعظة بالأوقاف توضح كيفية اغتنام الطاعات في عشر ذي الحجة

نظمت مديرية أوقاف أسيوط لقاءٌ دعوي بمسجد الفردوس بمدينة الغنايم، حاضرت فيه الواعظة نِعَمة محمود عطية بعنوان: " اغتنام مواسم الطاعات" للحديث عن عشر ذي الحجة.
افتتحت واعظة وزارة الأوقاف اللقاء بتذكير الحاضرات بأن الله سبحانه وتعالى، برحمته وحكمته، جعل للمؤمنين مواسم خير يتقربون فيها إليه، ويستزيدون من الأعمال الصالحة، ويفتح فيها أبواب المغفرة والرضوان، فقال تعالى:
{وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران: 133].
وقالت واعظة الأوقاف أن من مواسم الخير التي أنعم الله بها على الأمة الإسلامية ما نمر به من أيام عشر ذي الحجة، فينبغي أن نغتنمها بالتوبة والطاعة والعمل الصالح، اقتداءً بسنة نبينا ﷺ، الذي قال: "إن لربكم في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها" (رواه الطبراني).
ثم بينت واعظة الأوقاف أن الله يبتلي عباده أحيانًا بالرخاء كما يبتليهم بالضراء، وأن النعم حين تتوالى على العبد، ينبغي أن تكون باعثًا له على الشكر والخضوع والتذلل، لا الغفلة والركون.
قال تعالى:
{فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} [الفجر: 15].
ودعت الحاضرات إلى التأمل في النعم المحيطة بهم: نعمة الصحة، والأمن، والأسرة، والوقت، والعقل، معتبرةً أن من أعظم الخسران أن يُسلب العبد هذه النعم بسبب تقصيره في شكرها.
موسم الطاعات دعوة للتوبة والعمل الصالح
وأكدت الواعظة نِعَمة محمود أن هذه المواسم المباركة هي محطات للتوبة وتجديد العهد مع الله، ومراجعة النفس ومحاسبتها، مشيرة إلى قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} [التحريم: 8].
وقالت إن الطاعة ليست فقط في الصلوات والصيام، بل تشمل حسن الخلق، وبر الوالدين، وحب الخير للناس، وحسن معاملة الجيران، والأمانة في الكلمة والعمل، وكلها من صور التقرب إلى الله.
وفي ختام اللقاء، وجهت الواعظة رسالة خاصة إلى النساء، حثتهن فيها على أن يكن قدوات في بيوتهن ومجتمعاتهن، داعيات إلى الخير، صانعات للوعي، حافظات على الأوقات، مشيرة إلى أن المرأة المسلمة حين تغتنم وقتها في الطاعة والعلم والعبادة، فإنها تسهم في بناء جيل صالح ومجتمع نقي.
يأتي هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة من الدروس والندوات التي تنظمها وزارة الأوقاف لإحياء القيم الدينية، وترسيخ السلوك القويم، وتفعيل دور الواعظات في نشر الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، تحقيقًا لتوجيهات الدكتور أسامة السيد الأزهري، وتأكيدًا على أهمية الخطاب الدعوي المتوازن والمستنير.