هل استخدام غسول الفم يُفطر الصائم؟.. مفتي الجمهورية يجيب

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن استخدام غسول الفم أثناء الصيام لا يُفطر، طالما لم يصل أي جزء منه إلى الجوف، موضحًا أن القاعدة الفقهية تنص على أن الصيام لا يفسد إلا إذا دخل شيء إلى الجوف عبر منفذ مفتوح عن قصد.

المضمضة والسواك

وأوضح عياد أن المضمضة والسواك وغسول الفم لا تفسد الصيام في حد ذاتها، ولكن ينبغي على الصائم أن يكون حذرًا ويتأكد من عدم ابتلاع أي بقايا من الغسول، مشيرًا إلى أن الرسول ﷺ كان يتمضمض خلال الوضوء وهو صائم، مما يدل على جواز دخول الماء إلى الفم دون أن يؤثر ذلك على صحة الصيام.

ضوابط غسول الفم

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الأصل في الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب وكل ما يصل إلى الجوف عن عمد، ولذلك، فإن استخدام غسول الفم لا يبطل الصيام ما لم يبتلع الصائم أي جزء منه.

الظوابط الشرعية

وأوضح أن هناك بعض الضوابط التي يجب مراعاتها عند استخدامه، ومنها: الحرص على عدم ابتلاع أي جزء من الغسول، لأن وصوله إلى المعدة يفسد الصيام،  تجنب استخدام الغسول الذي يحتوي على مواد ذات نكهة قوية قد تؤدي إلى زيادة إفراز اللعاب أو تحفز الرغبة في البلع، الأفضل تأخير استخدام الغسول إلى ما بعد الإفطار إن لم يكن هناك ضرورة لاستخدامه أثناء النهار.

حكم استخدام الغسول

وأضاف أن هناك بعض الحالات التي قد يكون فيها استخدام غسول الفم ضرورة طبية، مثل حالات التهابات اللثة الشديدة أو التقرحات الفموية، مؤكدًا أنه في هذه الحالة، يجوز للصائم استخدامه بشرط عدم ابتلاعه، وإذا كان الشخص بحاجة ماسة لاستخدامه بشكل متكرر وشعر بصعوبة في الامتناع عن بلعه، فله رخصة الإفطار على أن يقضي الأيام التي أفطرها لاحقًا.

الشريعة الإسلامية

واستشهد المفتي بقول الله تعالى: "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ" (البقرة: 184)، موضحًا أن الشريعة الإسلامية جاءت بالتيسير ولم تُكلف المسلم فوق طاقته، ولذلك فإن الحالات المرضية التي تستدعي استخدام العلاج خلال الصيام يتم التعامل معها وفق القواعد الفقهية المقررة.

صحة الصيام

وشدد على ضرورة أن يكون المسلم حريصًا على صحة صيامه وألا يُعرضه للشك، مؤكدًا أن من الأفضل ترك ما فيه ريبة، لقول النبي ﷺ: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"، ناصحًا الصائمين بالحرص على استشارة أهل الفتوى في المسائل التي تثير الالتباس، حتى يتمكنوا من أداء فريضة الصيام على الوجه الصحيح وفق الضوابط الشرعية.