مفتي الجمهورية: التربية في العصر الحديث تواجه تحديات كبيرة (فيديو)

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، أن العصر الذي نعيشه اليوم يشهد تغيرات حادة وظروفًا معقدة أثرت بشكل مباشر على أساليب التربية الصحيحة والسيطرة على الأبناء، مما جعل مهمة التنشئة السليمة أكثر صعوبة مما كانت عليه في الماضي.
القيم الأخلاقية
وأوضح فضيلته، خلال استضافته في برنامج "اسأل المفتي" على قناة صدى البلد الفضائية، أن التربية قديمًا كانت تعتمد على تكامل الأدوار بين الأسرة، والمدرسة، ودور العبادة مثل المسجد والكنيسة، مما خلق بيئة متماسكة تدعم القيم الأخلاقية والتنشئة السليمة. إلا أن الوضع في الوقت الراهن أصبح أكثر تعقيدًا بسبب تنوع الوسائل المؤثرة، مثل وسائل الإعلام الحديثة، والتكنولوجيا الرقمية، ومواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل وعي الأجيال الجديدة.
المفاهيم الأخلاقية
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن المفاهيم قد اختلفت في العصر الحالي، وأن معالجة هذه المفاهيم والتصدي للأفكار الدخيلة يجب أن يتم بأسلوب يجمع بين الترغيب والترهيب، بحيث يكون الطرح مشوقًا وجاذبًا للجمهور، لكنه في الوقت ذاته يحمل رسائل واضحة تحذر من المخاطر التي قد تهدد المجتمع.
المفاهيم المغلوطة
وأضاف أن بعض المفاهيم المغلوطة التي يتم ترويجها تهدف إلى تقويض القيم الأخلاقية الأساسية، مثل المروءة والرجولة، مما يؤدي إلى انتشار السفه والعبث، ليس فقط بالمبادئ الدينية، ولكن أيضًا بالأعراف المجتمعية والتقاليد الراسخة للأمم. وهذا الأمر يستدعي وقفة جادة لإعادة تقييم الواقع والعمل على تعزيز القيم الإيجابية التي تحفظ تماسك المجتمع.
أوراق المجتمع
وفي حديثه عن أهمية الأخلاق، أوضح فضيلة المفتي أن هناك قيمًا أخلاقية فطرية يولد بها الإنسان، بينما توجد قيم أخرى مكتسبة يتم ترسيخها من خلال التربية الدينية والاجتماعية. وهذا يدل على أن المجتمع بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقه، من خلال تعزيز المبادئ الأخلاقية والقيم التي تشكل أساس نهضة الأمم.

شهر رمضان
وأكد أن شهر رمضان يُمثل فرصة عظيمة للوقوف عند هذه القيم وإعادة إحيائها، حيث يُعد شهر التأمل والتقرب إلى الله، وهو الوقت الأمثل لتعزيز الأخلاق الحميدة والسلوكيات الإيجابية التي تسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا واستقرارًا.