ما حكم شراء الأضحية عبر الإنترنت ؟ الإفتاء تحسم الجدل

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تزداد تساؤلات المسلمين حول أحكام الأضحية وطرق شرائها، خاصة مع انتشار الوسائل الرقمية والاعتماد على الإنترنت في إجراء المعاملات اليومية.
ومن أبرز الأسئلة التي طُرحت مؤخرًا: هل يجوز شراء الأضحية أونلاين؟، وهو ما أجابت عنه دار الإفتاء المصرية بفتوى واضحة حسمت الجدل لمن يرغبون في أداء الشعيرة بسهولة ووفق أحكام الشريعة.
الإفتاء المصرية: شراء الأضحية عبر الإنترنت جائز شرعًا
أكدت دار الإفتاء المصرية أن شراء الأضحية عن طريق الإنترنت أو ما يُعرف بـ"أونلاين" جائز شرعًا ولا حرج فيه، ما دام يتضمن هذا البيع جميع مقومات وأركان البيع الشرعي، ويتحقق فيه التراضي بين الطرفين، ووضوح المعروض، والتزام البائع بتسليم الأضحية حسب المواصفات المتفق عليها.
وأوضحت الدار في بيان رسمي أن الأصل في المعاملات هو الإباحة، ما لم يرد نص شرعي صريح بتحريمها، وبالتالي فإن الوسائل الحديثة مثل الشراء عبر مواقع التسوق أو التطبيقات الإلكترونية تدخل في هذا الإطار الجائز شرعًا، بشرط تحقق الضوابط الشرعية اللازمة للبيع.
معنى الشراء أونلاين.. وكيف يتحقق البيع الصحيح
بحسب ما أوضحته دار الإفتاء، فإن المقصود بـ الشراء "أون لاين" online هو "شراء الأضحية أو غيرها من المنتجات من خلال التسويق الإلكتروني، حيث يقوم البائع بعرض تفاصيل دقيقة عن المنتج، كالوصف والعمر والنوع وطريقة التسليم ومكانه"، بحيث يستطيع المشتري اتخاذ قرار الشراء بناءً على معلومات واضحة ومحددة.
وشددت الدار على أهمية أن تكون مواصفات الأضحية المعروضة واضحة وتزيل أي نوع من الجهالة أو الغرر، وهي الشروط التي نص عليها جمهور الفقهاء لصحة البيع.
رأي المذاهب الفقهية في بيع الأضاحي غير المرئية
استندت دار الإفتاء في فتواها إلى آراء المذاهب الفقهية الأربعة، مشيرة إلى أن:
- الحنفية والمالكية نصوا على صحة بيع العين الغائبة الموصوفة.
- وهذا هو المعتمد عند الحنابلة.
- كما أنه أحد القولين المعتمدين عند الشافعية.
وهذا يعني أن البيع عن بُعد لأشياء لم تُرَ مباشرة، إذا كانت موصوفة وصفًا دقيقًا، جائز باتفاق جمهور العلماء، ولا يخلّ بشرعية العقد ما دام الوصف يحقق الإيضاح الكامل للمشتري.
شرط زوال الغرر والجهالة.. أساس صحة البيع الأونلاين
شددت دار الإفتاء على أن شرط صحة بيع الأضحية أونلاين هو زوال الغرر والجهالة، أي أن يتمكن المشتري من فهم خصائص الأضحية بشكل دقيق من خلال الوصف المعروض، دون الوقوع في لبس أو تضليل، حتى يتحقق شرط "العلم بالمبيع" الذي يعد من أهم شروط البيع في الشريعة الإسلامية.
وفي حالة قيام المشتري بالشراء ثم تبين له أن الأضحية المُسلّمة لا تتطابق مع المواصفات المذكورة عند التعاقد، فيحق له الرجوع على البائع وفسخ البيع، وهذا ما يُعرف فقهيًا بـ "خيار فوات الوصف"، وهو من الحقوق التي شرعها الإسلام لحماية المشتري من الغش أو التضليل.
الإفتاء تُطمئن الراغبين في الشراء الرقمي
في ختام فتواها، أكدت دار الإفتاء المصرية أن من يرغب في شراء أضحيته عبر الإنترنت فله ذلك شرعًا، بشرط أن يتحقق من مواصفات الأضحية بدقة، وأن يتعامل مع جهات موثوقة، سواء كانت جمعيات خيرية، أو تطبيقات متخصصة، أو شركات لحوم تلتزم بالأحكام الشرعية.
كما نبهت على أهمية التأكد من توقيت ذبح الأضحية وفق الشروط الشرعية المعروفة (من بعد صلاة العيد وحتى مغرب اليوم الثالث من أيام التشريق)، إذ لا يكفي شراء الأضحية فقط، بل يجب التأكد من أداء الذبح في الوقت والمكان الصحيح.