عالم الجاسوسية ينبض بالحياة .. متحف تفاعلي جديد في أنفاق لندن بـ220 مليون
في قلب العاصمة البريطانية لندن، وتحديدًا على عمق 30 متر تحت حي هاي هولبورن، تستعد شبكة أنفاق مهجورة منذ الحرب العالمية الثانية للتحول إلى متحف تجسس تفاعلي عالمي، مستوحى من عالم الجاسوس الشهير جيمس بوند.
الموقع، الذي يعرف بأنفاق كينجزواي إكستشينج، استخدم خلال الحرب كمقر سري لوحدة العمليات الخاصة (SOE) التي أسسها ونستون تشرشل، ويقال إنها كانت مصدر الإلهام لشخصية "كيو" في روايات إيان فليمنج.
متحف تكنولوجي عالي الدقة
وفي تقرير نشرته الجاريان، من المقرر أن يضم المتحف الجديد معارض تفاعلية، ومعدات أصلية من الاستخبارات العسكرية، قطع أثرية، ووثائق سرية، إلى جانب تجربة رقمية غامرة مستوحاة من مواقع مثل Les Bassins des Lumières في بوردو.
سيحتوي المتحف على بار عصري هو الأعمق في لندن، يعاد تصميمه في الموقع الذي احتضن سابقا أعمق حانة مرخصة في العالم لموظفي الحكومة البريطانية.
تجربة واحدة
سيتم افتتاح المعلم السياحي في عام 2028، بعد الانتهاء من أعمال التطوير التي تبدأ في 2027، وتبلغ كلفتها نحو 220 مليون جنيه إسترليني.
وسيقدم المتحف معارض دائمة ومتغيرة تتناول مواضيع مثل:
• الحرب العالمية الثانية
• معركة بريطانيا ويوم النصر
• أشهر عمليات التجسس في الحرب الباردة
• معركة جزر فوكلاند
• التهديدات الإرهابية في القرن 21
• ومعرض خاص مخصص لمنظمة SOE السرية
وصرح الجنرال السير جيم هوكنهول، قائد القيادة الاستراتيجية، بأن المشروع سيوفر "المعرض الدائم الأكثر موثوقية في العالم للاستخبارات العسكرية".
إحياء المنطقة
تهدف شركة London Tunnels، المطورة للمشروع، إلى جذب أكثر من 3 ملايين زائر سنوي، مما يساهم في تنشيط منطقة قريبة من مدينة لندن شهدت انخفاض في الحركة السياحية منذ جائحة كورونا.
ويأمل المنظمون أن يكون المتحف وجهة لعشاق التاريخ، والجاسوسية، والثقافة البصرية الرقمية.
سلالم النجاة، الآبار العذبة، وذكريات الحرب
بدأ حفر الأنفاق عام 1940 لحماية سكان لندن من القصف النازي، لكنها لم تكتمل إلا بعد عامين، ولم تُستخدم فعليًا كملاجئ.
فيما بعد، تحولت الأنفاق إلى مقسم اتصالات داخلي خلال الحرب الباردة، وتضم بئرًا ارتوازيًا لا يزال موجودًا حتى اليوم.
ولا تزال بعض معالمها الأصلية، كالسلالم الضخمة والمقصف المهجور والحانة القديمة، شاهدة على فصول متعدّدة من تاريخ بريطانيا السري.
ذاكرة الجواسيس
قال أنجوس موراي، الرئيس التنفيذي لشركة أنفاق لندن:"الأنفاق التي صُممت لحماية سكان لندن ستُستخدم الآن لسرد قصص الرجال والنساء الذين حموا المملكة المتحدة في أحلك لحظاتها، والذين ما زالوا يدافعون عنها حتى اليوم".
