احتفاءً بيوم المخطوط العربي.. متحف ملوي يحتفي بإرث الحضارة المصرية

شارك متحف آثار ملوي بمحافظة المنيا، اليوم الجمعة الموافق 4 أبريل الجاري، في فعاليات يوم المخطوط العربي، في احتفالية تمازج فيها عبق التاريخ وفنون الحاضر، الذي ينظمه معهد المخطوطات العربية بالقاهرة التابع لمنظمة الألكسو، وتحت شعار "المخطوط العربي حياة أمة ورائد حضارة" في دورته الثالثة عشرة، أطل المتحف على العالم بكنوزه الأثرية الفريدة، شاهداً على عظمة الحضارة المصرية القديمة وإسهامات فنانيها عبر العصور.
وقد اختار متحف ملوي، في لفتة تعكس تفاعله مع الجمهور، عرض تمثال للمعبودة "سخمت"، إلهة الحرب والقوة في مصر القديمة، كقطعة شهر أبريل، وذلك تزامناً مع الاحتفال بيوم المخطوط العربي، وجاء اختيار هذا التمثال المميز من خلال تصويت إلكتروني شارك فيه الجمهور عبر الموقع الإلكتروني للمتحف، مما يعكس حرص المتحف على إشراك المجتمع في فعالياته وإبراز كنوزه الأثرية.
ويجسد التمثال، المصنوع من الخزف، امرأة برأس أنثى الأسد، رمزاً للقوة والشجاعة التي تجسدها المعبودة "سخمت"، التي حملت ألقاباً عديدة تعبر عن مكانتها الرفيعة في пантеон الآلهة المصرية القديمة، مثل “السيدة العظيمة” و”محبوبة بتاح” و”عين رع” و”سيدة الحرب”.
وتأتي هذه المشاركة المتميزة لمتحف ملوي في ظل موسم سياحي مزدهر تشهده محافظة المنيا، حيث تتزايد أعداد السائحين الزائرين للمواقع الأثرية والمزارات السياحية التي تزخر بها المحافظة. ويضم متحف ملوي بين جدرانه 950 قطعة أثرية متنوعة، موزعة على 3 قاعات عرض كبرى مجهزة بأحدث تقنيات العرض المتحفي، من بين أبرزها تمثال مزدوج لـ«بيبى عنخ إيب» مصنوع من الحجر الجيرى الملون ويرجع إلى عصر الأسرة السادسة بالدولة القديمة، وتمثال بديع لإحدى بنات الملك أخناتون تم اكتشافه في منطقة تل العمارنة الأثرية.
إن مشاركة متحف ملوي في يوم المخطوط العربي لا تقتصر فقط على عرض قطعة أثرية فريدة، بل هي بمثابة نافذة تطل على عمق الحضارة المصرية وتفاعلها مع الحضارات الأخرى عبر التاريخ، حيث يمثل المخطوط العربي جزءاً هاماً من التراث الإنساني المشترك، وتؤكد هذه الفعالية على الدور الحيوي الذي تلعبه المتاحف في حفظ الذاكرة الحضارية للأمم وإتاحتها للأجيال القادمة، وتعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي في بناء مستقبل مشرق.