روسيا تحذر: 20 جماعة إرهابية و15 ألف مقاتل في أفغانستان يهددون أمن آسيا الوسطى

حذّر وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلوسوف، من تصاعد التهديدات الإرهابية الناشئة من داخل الأراضي الأفغانية، مؤكداً أن أكثر من 20 جماعة متطرفة تضم أكثر من 15 ألف مقاتل تنشط في أفغانستان، وتشكل تهديداً مباشراً لأمن دول آسيا الوسطى.
أخطر التهديدات الإرهابية
جاء ذلك خلال اجتماع مجلس وزراء دفاع دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي الذي عُقد الأربعاء في العاصمة القرغيزية بشكيك، حيث أشار بيلوسوف إلى أن الجماعات المتطرفة في أفغانستان تمثل أخطر التهديدات الإرهابية في المنطقة، محذراً من احتمال تسلل عناصر هذه الجماعات إلى الدول المجاورة وامتداد خطرها إلى ما هو أبعد.
وأضاف بيلوسوف أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط يُلقي بظلاله السلبية على الوضع الأمني في آسيا الوسطى، مشيراً إلى وجود مقاتلين أجانب ضمن هذه الجماعات، بعضهم ينتمون لتنظيمات كانت ناشطة سابقاً في الشرق الأوسط. ورغم عدم ذكر أسماء هذه التنظيمات، إلا أن المخاوف الروسية تتركز على تنظيم داعش وبعض الجماعات الإرهابية التي تشكل تهديداً مباشراً لدول المنطقة.
استمرار التوترات العسكرية والسياسية
وفي جانب آخر، أكد بيلوسوف استمرار التوترات العسكرية والسياسية في مناطق نفوذ منظمة معاهدة الأمن الجماعي، مشدداً على أن التحديات الأمنية في تصاعد مستمر. واتهم الدول الغربية بالسعي إلى تحقيق "هزيمة استراتيجية لروسيا" عبر ممارسة ضغوط متزايدة على موسكو وحلفائها، محذراً من محاولات الغرب لزعزعة استقرار الدول الأعضاء في المنظمة.
هذا وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد في ديسمبر الماضي خلال لقائه بنظيره الطاجيكي إمام علي رحمان، أن روسيا لن تبقى محايدة تجاه التهديدات الأمنية القادمة من أفغانستان والتي تستهدف أمن دول آسيا الوسطى.
خطة شاملة لتعزيز أمن الحدود
في إطار مواجهة هذه التهديدات، أعلنت دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي عن خطة شاملة لتعزيز أمن الحدود، لا سيما بين طاجيكستان وأفغانستان، تتضمن تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل تمتد لخمس سنوات تبدأ عام 2026، وتشمل تجهيز الحدود بأسلحة ومعدات عسكرية حديثة.
وقد بدأت المنظمة بالفعل التحضيرات لتنفيذ هذه الخطة، في ظل تصاعد المخاطر الأمنية القادمة من جنوب آسيا، كما أجرت عدة مناورات عسكرية في الأراضي الطاجيكية عقب سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان في أغسطس 2021.
تأسيس منظمة معاهدة الأمن الجماعي
تجدر الإشارة إلى أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تأسست عام 2002، تضم في عضويتها روسيا وبيلاروس وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأرمينيا، رغم أن الأخيرة أعلنت مؤخراً تجميد مشاركتها الفعلية في أنشطة المنظمة على خلفية توترات مع بعض الأعضاء.
في تطور لافت، وافقت المحكمة العليا الروسية في أبريل الماضي على تعليق تصنيف حركة طالبان كمنظمة إرهابية، في خطوة تعكس تحولاً تدريجياً في الموقف الروسي تجاه طالبان، رغم استمرار القلق من إمكانية تحوّل أفغانستان إلى بيئة خصبة لنشاط الجماعات الإرهابية التي تهدد أمن المنطقة.