نزع السلاح وتقليص الجيش.. روسيا تضع شروطًا صارمة للسلام مع أوكرانيا

قال حسين مشيك مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من موسكو، إنّ روسيا تضع حاليًا مجموعة من الشروط التي قد تُشكل أساسًا لوقف الحرب في أوكرانيا، وذلك وفق تصريحات مسؤولين روس، رغم عدم صدور هذه الشروط بشكل مباشر عن الرئيس فلاديمير بوتين حتى الآن.
وأشار حسين إلى أن من بين هذه الشروط عدم التوسع شرقيًا من قبل حلف الناتو ووقف الدعم العسكري لأوكرانيا، إلى جانب احتمال رفع العقوبات المفروضة على روسيا.
وأضاف مشيك في تصريحات مع الإعلامي رعد عبد المجيد، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ هذه الشروط لا تهدف فقط إلى إنهاء الصراع بشكل مباشر، بل هي خطوة تساعد في تهيئة الظروف لإجراء مفاوضات تسوية روسية أوكرانية.
وأوضح أن الأزمة بين موسكو وكييف عميقة جدًا، وليست قابلة للحل السريع، كما عبر عنها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي برر التدخل العسكري الروسي في 2022 بحماية سكان منطقة الدونباس من هجمات النظام الأوكراني.
روسيا تشترط إجراء انتخابات في أوكرانيا
وتابع، أنّ روسيا تشترط إجراء انتخابات في أوكرانيا تكون شرعية ليوقع الرئيس الجديد على أي اتفاق، إضافة إلى إعلان أوكرانيا حيادها وكونها دولة خالية من السلاح، وتحديد حجم القوات المسلحة الأوكرانية ونوعية الأسلحة التي ستسمح بها.
وأكد حسين مشيك، أن هذه الشروط ليست جديدة، وإنما تم تطويرها وفقًا للواقع الميداني الحالي، حيث تسيطر روسيا على مناطق جديدة، مما يمنحها موقف قوة على الأرض.
وأشار، إلى أن الجانب الروسي يرى نفسه في موقع القوة، ولا ينوي تقديم أي تنازلات قد تضر بموقعه في المستقبل، كما أن تصريحات المسؤولين الروس تضمنت إشارة غير مباشرة إلى أن مفاوضات قادمة قد تشمل مناطق إضافية غير تلك الأربع التي تسيطر عليها روسيا حاليًا.
وحذر ديمتري مدفيدف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي من إمكانية أن تشمل المنطقة العازلة كل أوكرانيا إذا استمر الدعم الغربي، مما يعكس تصعيدًا خطيرًا من الجانب الروسي يستند إلى التطورات الميدانية الأخيرة، حيث أكدت المصادر العسكرية الروسية سيطرة القوات الروسية على أربع بلدات في مقاطعتي سومي وخاركوف.
وفي سياق متصل، قال حسين مشيك، مراسل "القاهرة الإخبارية" من موسكو، إن التصريحات الصادرة عن كبار المسؤولين الروس في الساعات الأخيرة، وخاصة من وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائب رئيس مجلس الأمن القومي ديميتري مدفيديف، تعكس تصعيدا حادا في الموقف الروسي تجاه كل من أوكرانيا والغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن تصريحا لافتا صدر عن يوري أوشاكوف، نائب رئيس الرئاسة الروسية، الذي اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بغياب المعرفة الدقيقة حول طبيعة المواجهة بين موسكو وكييف.
وأضاف خلال رسالة على الهواء، أن موسكو كثفت من عملياتها في أوكرانيا كردّ مباشر على سلسلة هجمات أوكرانية بطائرات مسيرة استهدفت مطارات روسية، خاصة بالتزامن مع احتفالات "عيد النصر" في التاسع من مايو، مضيفا أن العاصمة الروسية موسكو شهدت خلال الليلة الماضية موجة جديدة من الهجمات الجوية التي واجهتها أنظمة الدفاع الجوي الروسي على مدار الساعة، ما ساهم في تأجيج الغضب الرسمي ورفع نبرة التهديدات.
وتابع أن روسيا أكدت أن أي ضغوط أمريكية إضافية، لن تُجدي نفعاً مع موسكو، نظراً لتكيّف موسكو مع أكثر من 30 ألف عقوبة فرضها الغرب على مدار السنوات الماضية. أما لافروف، فكرّر اتهاماته لحلف "الناتو" بالتمدد شرقًا، معتبراً أن هذا التوسع هو السبب الجوهري الذي دفع موسكو إلى شن عمليتها العسكرية.