خالد أبو بكر: سرقة "المونوريل" جريمة في حق الوطن

في تعليق قوي يعكس القلق الشعبي من تكرار حوادث الفساد والإهمال، عبّر الإعلامي خالد أبو بكر عن غضبه الشديد تجاه ما وصفه بـ"جريمة ضد الوطن"، بعد الكشف عن واقعة سرقة مكونات من مشروع سرقة المونوريل، أحد أبرز مشروعات النقل القومي الحديثة في مصر.
سرقة المونوريل
وأوضح الإعلامي خالد أبو بكر خلال تقديمه لبرنامج "آخر النهار" على قناة "النهار"، أن خطورة حادث سرقة المونوريل لا تكمن فقط في سرقة بعض المعدات، بل في المساس المباشر بمشروع ضخم تم تمويله بقروض تتجاوز 152 مليار دولار، مؤكدًا أن "السرقة هنا ليست مجرد عبث بمواد بناء، بل هي سرقة لمستقبل أجيال تتحمل أعباء هذه الديون".
وأشار "أبو بكر" إلى أن مشروعات قومية بهذا الحجم، تمثل استثمارًا طويل الأمد في البنية التحتية والتنمية الشاملة، ويجب أن تُعامل بقدر عالٍ من الوعي والانضباط، لا سيما في ظل ما تعانيه البلاد من تحديات اقتصادية، يجب التحقيق في سرقة المونوريل.
بيان رسمي
وطالب بضرورة صدور بيان رسمي من النيابة العامة بشأن الواقعة سرقة المونوريل، مشددًا على أن بيانات النيابة لا تقتصر على الجانب القانوني، بل تقوم بدور تثقيفي وتوعوي مهم في تشكيل وعي المواطنين، وردع كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات الدولة.
وقال الإعلامي خالد أبو بكر: "البيانات الرسمية من النيابة دائمًا ما تكون مرجعًا للمجتمع، وتُسهم في رفع درجة الوعي القانوني لدى الأفراد، خاصة في القضايا التي تمس الأمن القومي والاقتصاد الوطني مثل واقعة سرقة المونوريل ".
قيم احترام المشروعات
وحذر "أبو بكر" من الاعتماد فقط على الإجراءات الأمنية التقليدية لحماية المشروعات القومية لتجنب سرقة المونوريل، مؤكدًا أن الحماية الأهم تبدأ من غرس احترام هذه المشروعات في نفوس المواطنين، من خلال تنمية الانتماء والمسؤولية المجتمعية.
وقال : "الناس لن تحترم مشروعًا لا يشعرون بأنه جزء من حياتهم.، حماية المشروعات تبدأ من التعليم والإعلام والأسرة، ومن تعزيز الشعور بأن هذه البنى التحتية هي ملك للجميع، وليست فقط للدولة".
بناء الإنسان
وفي إطار تحليله للأسباب الجذرية لهذه السلوكيات، شدد الإعلامي خالد أبو بكر على أن بناء الإنسان لا يقل أهمية عن بناء الجسور والأنفاق والقطارات، مشيرًا إلى أن غياب التربية السليمة والتعليم الجيد يؤدي إلى غياب الانتماء ويؤدي أيضًا لسرقة المونوريل.
وأضاف خالد أبو بكر: "الطالب الذي يتعلم في مدرسة تفتقر لأبسط مقومات البيئة التعليمية لن يشعر بأي انتماء إذا مر بجوار مشروع وطني ضخم، المطلوب تنمية بشرية موازية لما نبنيه على الأرض، وإلا فسوف تتعرض إنجازاتنا للسرقة أو الإهمال".

رسالة تحذيرية
في ختام مداخلته، وجه "أبو بكر" رسالة تحذير إلى المجتمع ومؤسسات الدولة بضرورة التعامل الجاد مع مثل هذه الوقائع، ليس فقط من الناحية الأمنية، بل من خلال مراجعة شاملة للسياسات التعليمية والثقافية التي تشكل وعي الأجيال القادمة.
وشدد على أن المشروعات الكبرى لن تنجح وحدها في صنع مستقبل أفضل، إذا لم يصاحبها وعي شعبي حقيقي وانتماء راسخ لدى المواطنين، يحميها من التهديدات الداخلية قبل الخارجية.