خالد أبو بكر: سلوك الطالب مرآة للتعليم داخل المدرسة
في رسالة تحذيرية وتحليل عميق لأزمة التعليم والسلوكيات الطلابية، وجه الإعلامي خالد أبو بكر دعوة واضحة لإعادة النظر في الدور التربوي للمدارس، مشددًا على أن الانضباط السلوكي للطالب خارج أسوار المدرسة يعكس مستوى ما يتلقاه من قيم وتعليم داخلها.
كما طالب الإعلامي خالد أبو بكر بتشكيل لجان لرصد الانضباط السلوكي أمام المدارس، معتبرًا أن العملية التعليمية بحاجة إلى ثورة منهجية حقيقية تستجيب لتحديات العصر الرقمي.
انعكاس للتعليم المدرسي
في برنامجه "آخر النهار"، الذي يُبث عبر قناة النهار، قال الإعلامي خالد أبو بكر إن الانضباط السلوكي للطلاب خارج المدارس هي انعكاس حقيقي لما يتعلمونه داخلها، مضيفًا: "حينما ترى طلابًا يغادرون المدرسة بسلوك غير منضبط، لا تتساءل فقط عن الأهل، بل اسأل نفسك: ما الذي قدمته المدرسة لهؤلاء الطلاب؟".
وشدد "أبو بكر" على أن مسؤولية المؤسسة التعليمية لا تنتهي عند بوابة المدرسة، بل تمتد إلى الشارع المحيط، وإلى كيفية تمثيل الانضباط السلوكي للطالب لها في سلوكه وقيمه، مشيرًا إلى أن المدرسة شريك أساسي في التربية لا يقل دورها عن الأسرة.
رصد الانضباط السلوكي
طالب الإعلامي خالد أبو بكر وزارة التربية والتعليم بتشكيل لجنة مختصة لمراقبة وتقييم الانضباط السلوكي للطلاب أمام المدارس، خصوصًا في المناطق الراقية مثل حي الزمالك، الذي يفترض أن يقدم نموذجًا يُحتذى به في السلوك والانضباط.
وقال الإعلامي خالد أبو بكر: "نحتاج إلى رصد حقيقي ومهني لحالة الطلبة خارج المدارس، لأن المدرسة ليست فقط لتقديم المعلومات بل لتكوين الشخصية وبناء الانضباط السلوكي "، مؤكدًا أن اسم الوزارة نفسه يوضح الهدف الأساسي: "وزارة التربية والتعليم"، وليس "التعليم" فقط.
الأساليب التقليدية والتكنولوجية
وفي إشارة واضحة إلى الفجوة بين أساليب التعليم التقليدية والتطور التكنولوجي السريع، تساءل الإعلامي خالد أبو بكر: "هل ابنك حضر جميع الحصص اليوم؟ هل فهم شيئًا؟ هل يعرف إجابة بسيطة مثل: ما هي عاصمة إحدى الدول؟".
وأضاف أن الأجيال الجديدة باتت تستمد المعرفة من الهاتف المحمول أكثر مما تتلقاه من الحصص الدراسية، محذرًا من أن ذلك يُفقد المدرسة دورها التربوي والتثقيفي في إطار الانضباط السلوكي.
وطالب "أبو بكر" بضرورة إجراء ثورة تعليمية شاملة تشمل المحتوى، وطرق الشرح، وأساليب التحفيز داخل الفصول ضمن الانضباط السلوكي، حتى لا يتحول التعليم المدرسي إلى مجرد روتين ممل لا يواكب طموحات الطلاب أو واقعهم الرقمي المتسارع.
فلسفة التعليم
وختم خالد أبو بكر حديثه بالتأكيد على أن تطوير التعليم لا يبدأ من بناء المدارس أو طباعة المناهج فقط، بل من إعادة صياغة فلسفة التعليم نفسها، ووضع القيم التربوية في قلب العملية التعليمية، قائلاً: "نريد جيلاً متعلماً لكن أيضًا محترمًا، واعيًا، ومنضبطًا في سلوكه، وهذا لن يحدث إلا إذا تكاملت أدوار الأسرة والمدرسة والدولة".
