توقف توزيع المساعدات الأمريكية في غزة.. واستشهاد وإصابة عشرات في تدافع مأساوي

أعلنت مؤسسة “غزة الإنسانية”، المدعومة من الولايات المتحدة، وقف توزيع المساعدات الإغاثية مؤقتاً في قطاع غزة، بسبب ما وصفته بـ”الفوضى وحالات الشغب”، التي رافقت عمليات التوزيع، وذلك في بيان صدر اليوم الأربعاء، وسط تصاعد التحذيرات الأممية من كارثة إنسانية وشيكة في القطاع المحاصر.
تعليق المساعدات “حتى إشعار آخر”
وقالت المؤسسة في بيانها: “نأسف لإبلاغكم بأنه تم إيقاف توزيع المساعدات مؤقتاً بسبب حالات الشغب وعدم الالتزام من بعض الأفراد”، مضيفة أنها “تعمل حالياً على ترتيب الأمور لضمان السلامة والتنظيم، وسنقوم بإعلامكم بمواعيد التسليم الجديدة خلال الساعات القادمة”.
ويأتي هذا التطور عقب اضطرابات عنيفة شهدتها مراكز التوزيع، خاصة في جنوب غزة، وهو ما ألقى بظلاله على الجهود الإنسانية الأمريكية لتأمين المواد الغذائية والدوائية لسكان القطاع، الذين يواجهون أسوأ أزمة إنسانية منذ عقود.
الأمم المتحدة: صور مؤلمة ومناشدات لفتح المعابر
في السياق ذاته، عبّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن “أسف بالغ” حيال ما وصفه بـ”المشهد المفجع في غزة”، مضيفًا أن “صور الحشود الفلسطينية التي تتدافع للحصول على المساعدات الغذائية تدمي القلب”، داعيًا إلى التحرك العاجل.
وأكد دوجاريك في بيان رسمي صدر مساء الثلاثاء، أن جنوب غزة يعاني من نقص حاد في الوقود والإمدادات الأساسية، لافتاً إلى أن ما دخل القطاع خلال الأسبوع الماضي لا يغطي سوى ثلث الاحتياجات الفعلية.
وطالب دوجاريك بضرورة “فتح جميع المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية والسلع التجارية”، مشددًا على أن “احترام القانون الدولي وتمكين العمليات الإنسانية أولوية لا تحتمل التأجيل”.
يوم أول كارثي.. شهداء وجرحى في مركز المساعدات
وكان اليوم الأول لتشغيل أحد مراكز توزيع المساعدات الأمريكية في جنوب قطاع غزة قد شهد حادثًا مأساويًا، أسفر عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة العشرات، إثر تدافع شديد بين الجموع الجائعة التي حاولت اقتحام المركز.
جدير بالذكر أن هذه الحوادث تعكس حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع في ظل الحصار الممتد، وانهيار معظم الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة والمياه والكهرباء، فضلاً عن العجز الغذائي المتزايد.