ما حكم صيام الثالث عشر من ذي الحجة إذا وافق الأيام البيض؟

أثار سؤال أحد المواطنين حول حكم صيام يوم 13 من ذي الحجة حالة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع اقتراب الأيام البيض التي يحرص كثير من المسلمين على صيامها شهريًا، وهي: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري.
وجاء التساؤل الموجه إلى دار الإفتاء المصرية نصه: "ما حكم صيام يوم 13 من ذي الحجة، مع العلم أنني أصوم الأيام البيض من كل شهر، ولست من الحجاج هذا العام؟".
صيام يوم 13 من ذي الحجة محرم
وردًا على هذا السؤال، أكدت دار الإفتاء المصرية من خلال فتوى رسمية منشورة عبر موقعها الإلكتروني، أن صيام يوم 13 من ذي الحجة لا يجوز شرعًا، لأنه يدخل ضمن أيام التشريق الثلاثة، وهي أيام حرّم النبي صلى الله عليه وسلم صيامها، سواء للحجاج أو غير الحجاج.
الأيام التي نهى النبي عن صيامها
وأوضحت دار الإفتاء أن سيدنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم نهى عن صيام خمسة أيام على وجه التحديد، وهي:
- يوم عيد الفطر
- يوم عيد الأضحى
- أيام التشريق الثلاثة (وهي: 11 و12 و13 من ذي الحجة)
وأكدت الفتوى أن هذه الأيام الثلاثة عقب عيد الأضحى، هي أيام أكل وشرب وذكر لله، كما جاء في الحديث الشريف: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله»، وبالتالي فإن صيام يوم الثالث عشر من ذي الحجة يعد مخالفًا للسنة، حتى لو وافق نية صيام الأيام البيض.
ماذا يفعل من اعتاد صيام الأيام البيض؟
أشارت دار الإفتاء إلى أن صيام الأيام البيض من السنن التي رغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووعد الصائمين لها بأجر عظيم، وهي تصادف غالبًا منتصف الشهر القمري (13، 14، 15).
لكن إن صادف اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، فيمتنع المسلم عن صيامه التزامًا بالنهي النبوي، ويمكنه الاكتفاء بصيام اليومين التاليين (14 و15) من الشهر.
هل ينعقد صيام يوم 13 من ذي الحجة لو صامه الشخص؟
قالت دار الإفتاء، بوضوح إن صيام يوم 13 من ذي الحجة لا ينعقد شرعًا، أي أنه لا يُحتسب من الأيام البيض ولا يُثاب عليه، بل يقع تحت النهي النبوي.
وأضافت: "من صامه ظنًا بأنه من الأيام البيض فلا يصح صيامه، بل يقع في المحذور، لأن النهي في هذا الموضع صريح ولا استثناء فيه".
السنة النبوية تشجع على الصيام في غير أيام النهي
وأكدت الفتوى أن رسول الله صل الله عليه وسلم قد ندب المسلمين لصيام أيام كثيرة طوال السنة، من بينها:
- يوم عرفة لغير الحاج
- يوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده
- الأيام البيض (عدا ما وافق منها أيام التشريق)
ستة أيام من شوال
وذكّرت دار الإفتاء بحديث النبي صل الله عليه وسلم: «من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا»، مما يدل على فضل الصيام بشكل عام، بشرط ألا يكون في الأيام المنهي عنها.
شددت دار الإفتاء المصرية على أن يوم الثالث عشر من ذي الحجة من الأيام التي يحرم صيامها، حتى لو صادف نية صيام الأيام البيض المعتادة، موضحة أن هذه الأيام مخصصة للفرح والبهجة والذكر، وهي سنة ثابتة عن النبي لا تقبل الاجتهاد أو القياس.