بكين تُصعّد برسالة نارية: هبوط قاذفات «H-6» الاستراتيجية في جزر متنازع عليها

كشفت صور أقمار صناعية حديثة عن هبوط اثنتين من أكثر القاذفات الصينية تطورًا، من طراز H-6، في جزيرة وودي ضمن أرخبيل جزر باراسيل المتنازع عليه في بحر الصين الجنوبي، في خطوة اعتبرها محللون إشارة مدروسة من بكين إلى تصاعد قدراتها العسكرية وتوسيع نطاق تأثيرها الإقليمي.
ويمثل هذا أول انتشار علني لهذه القاذفات بعيدة المدى على الجزيرة منذ عام 2020، ويأتي وسط تصاعد التوترات مع الفلبين، وتحركات عسكرية متزايدة بالقرب من تايوان، وقبيل انعقاد منتدى حوار شانغريلا الدفاعي في سنغافورة نهاية الأسبوع.
رسائل ردع موجه للخصوم
واعتبر كولين كوه، الباحث في شؤون الدفاع، أن نشر القاذفات لا يخدم غرضًا عملياتيًا مباشرًا، بل يحمل رسائل ردع موجهة للفلبين والولايات المتحدة على وجه الخصوص.
مصدر تهديد محتمل
وتحظى القاذفات H-6 باهتمام خاص بسبب تطويرها لحمل صواريخ كروز هجومية وباليستية، بعضها قادر على حمل رؤوس نووية، ما يجعلها مصدر تهديد محتمل للقواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة. كما سبق أن شاركت هذه القاذفات في مناورات عسكرية قرب تايوان، وحلّقت لأول مرة بالقرب من سواحل الولايات المتحدة العام الماضي.
وتأتي هذه التحركات في وقتٍ يتزايد فيه الزخم العسكري والدبلوماسي في بحر الصين الجنوبي، مع ترقّب وصول حاملة طائرات بريطانية إلى المنطقة الشهر المقبل، وزيارة وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث للفلبين مؤخراً لتأكيد التزام واشنطن بأمن حلفائها في المحيطين الهندي والهادئ.
ورغم خطورة المؤشرات، لم تصدر حتى الآن تعليقات رسمية من وزارات الدفاع في الصين أو الفلبين أو فيتنام، الدولة التي تطعن في سيادة الصين على جزر باراسيل.

التصميم السوفيتي
وعلى غرار تطوير القاذفة الأمريكية B-52، يعود تاريخ H-6 الأساسية إلى التصاميم السوفيتية في خمسينيات القرن الماضي، لكنها لا تزال أكثر القاذفات الصينية بعيدة المدى تطورًا بعد إعادة تجهيزها بمحركات مُحسّنة وأنظمة طيران حديثة، إلى جانب أسلحتها المتطورة.
وتُظهر صورٌ قدمتها شركة ماكسار تكنولوجيز (المدرجة في بورصة نيويورك بالرمز: MAXR) لرويترز قاذفتين من طراز H-6 على مدرج في جزيرة وودي في 19 مايو.
وفي صورة أخرى من ماكسار في التاريخ نفسه، تُظهر طائرتي نقل من طراز Y-20 وطائرة إنذار مبكر من طراز KJ-500، وهي طائرة تُعتبر حيوية لتمكين الصين من التحكم في العمليات الجوية والبحرية المتزايدة التعقيد وتأمينها.
وصرح بعض المحللين بأن الطائرات ربما وصلت لأول مرة في 17 مايو وظلت موجودة حتى 23 مايو.