السباحة عمرها في مصر 10 آلاف عام
مؤرخ: المصريون عرفوا «السباحة والغطس» منذ 10 آلاف عام والدليل: كهف السباحون

يُعد التعامل مع الماء بمهارة، من سمات الشعوب البحرية بشكل عام، ومصر منذ الأزل وهي تطل على بحرين، ويخترقها النيل العظيم، لذا نجد أن غالبية المصريين يتقنون رياضات الماء بشكل عام، ومنها السباحة و الغطس، و قدماء المصريون لم يكونوا بعيدين عن ذلك، بل بالعكس لقد برعوا فيه.
المهارة في السباحة
ومن ناحيته قال بسام الشماع المؤرخ المعروف، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم إن قدماء المصريين كانوا ماهرين في السباحة قبل فترة طويلة من تشييدهم للأهرامات، حيث أظهروا براعة جسدية في التعامل مع الماء، ويُعتقد أنهم ابتكروا أسلوب السباحة الحرة الزحف Crawl قبل تطويرهم للكتابة وقبل صناعة المسلات وقبل صناعة السفن الضخمة.
أهمية السباحة
ومن الممكن فهم مدى أهمية السباحة عند المصري القديم، من متابعة ما سجله على الجداريات من مشاهد للسباحة بحرية ورشاقة والتي تعتبر من بدايات الفن المصري التي وردت على صخور الكهوف، وذلك قبل توحيد القطرين بآلاف السنين.
رسومات عمرها 10 آلاف عام
ولدينا مناظر السباحة المصرية القديمة، موجودة في كهف السباحين بوادي صورة في الصحراء الغربية المصرية، وتلك الرسومات اكتشفها المجري «لازلو ألماسي» في أكتوبر 1933، تصور سباحين بوضوح وتفاصيل باللون الأحمر القاني، ويُعتقد أنها نُقشت على الصخور منذ أكثر من عشرة آلاف عام.
عصر الأسرات
اعتبر المصري القديم نفسه ماهرًا جدًا في السباحة والغطس، وكان ينظر إلى الأعداء والضعفاء والمنهزمين على أنهم لا يجيدون السباحة، ويتضح ذلك من المنظر الشهير للأمير الحيثي المحارب وهو يغرق في الماء خلال معركة قادش بين الجيش المصري بقيادة رمسيس الثاني والحيثيين، حيث أظهر الفنان المصري أمير الأعداء وقد انتشلته الأيدي المصرية وقلبته رأسًا على عقب لتفريغ المياه التي ابتلعها، وهو مشهد يحمل إهانة كبيرة للعدو.
أدلة أخرى
ومن الأدلة على مهارة المصري القديم في السباحة والغطس الأواني الفخارية التي تحمل رسومًا للسباحة، توضح استخدام الذراعين بطريقة الدفع التعاقبي والمتناوب لتحريك السباح في الماء.
الأمير خيتي
وهو أمير منطقة سيوط، أسيوط حاليًا، عاش في نهايات الألفية الثالثة ق.م، ذكر في سيرته الذاتية أنه بالإضافة إلى كونه منظمًا عبقريًا ومحاربًا بارعًا، تمتع باستحسان الملك والنص يقول «لقد سمح لي بتلقي دروس في السباحة «نبج» مع أبنائه» وكلمة نبج هي المقابل لكلمة سباحة في الهيروغليفية، وهو ما كان يعتبر شرفًا كبيرًا آنذاك، ويدل على اهتمام الملك بتعليم السباحة في البرنامج التعليمي في البلاد.
مسابقات رياضية
في إحدى الأساطير العقائدية المصرية القديمة، وخلال فصل من التنافس الشديد والمعارك الحاسمة بين «حورس» و«ست»، وست هو عم حورس وقاتل والده أوزوريس، وقد احتدم الخلاف حول حكم الكون، واتفق الاثنان على تسوية الخلاف من خلال مسابقة غطس.
اقرأ أيضًا: بـ23 معلم سياحي وطبيعي... أسيوط تحتل مكانة هامة على خريطة مصر السياحية
وبالإضافة إلى الأساطير، تحمل الآثار أيضًا دلالات على مهارة الغطس لدى المصريين القدماء، ففي مقبرة الملك «جر»، التي تعود لعصر الأسرة الحادية عشرة في الأقصر، نرى رسومًا لغطاسين صيادين مرسومين في وضع معكوس، الرأس للأسفل والقدمين للأعلى، وأحد هؤلاء الغطاسين يمسك بيديه حبل شبكة صيد سمك ويرفعها نحو القارب.
المصري القديم يبرع في الغطس
ويُحتمل أنه كان يقوم بتعديل أو ضبط أثقال الشبكة لضمان استقرارها في الماء، أو أنه كان يحرر الشبكة من النباتات المائية العالقة بها. ويظهر في الرسم أيضًا وجود عدد من الأسماك داخل الشبكة بجانب الغطاس.