إيران - السعودية
عراقجي يعلق على اعتقال رجل دين إيراني في السعودية: أساء للمملكة

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده لن تسمح لأي طرف بتخريب علاقاتها مع الدول المجاورة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وذلك في تعليق رسمي على واقعة توقيف الرياض لرجل دين إيراني بسبب مقطع فيديو اعتُبر مسيئًا للمملكة.
وقال عراقجي في منشور له على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "لا يمكن أن نسمح لأحد أن يفسد علاقاتنا مع الشقيقة السعودية"، مشددًا على إدانته للتصريحات التي صدرت عن رجل الدين الإيراني، واصفًا إياها بأنها محاولة مرفوضة للإضرار بوحدة المسلمين، خاصة في الأجواء الروحانية لموسم الحج.
عراقجي يعلق على اعتقال رجل دين إيراني في السعودية
وأضاف عراقجي: إيران تدين بشدة محاولة الإضرار بوحدة المسلمين، وخاصة في الأجواء الروحانية للحج، وعازمون على عدم السماح لأحد بتخريب علاقاتنا مع جيراننا الأشقاء، بما في ذلك المسار التقدمي في العلاقات بين إيران والسعودية"، في إشارة إلى جهود التقارب الجارية بين البلدين بعد سنوات من القطيعة والتوتر.

وأشاد عراقجي في بيانه بتنظيم المملكة لموسم الحج، واصفًا إياه بأنه تم "بأقصى قدر من الكفاءة"، متمنيًا للحكومة والشعب السعوديين دوام النجاح والتوفيق، في خطوة تهدف إلى تبديد أي توتر محتمل ناتج عن الحادثة.
توقيف رجل دين إيراني
وكانت السلطات السعودية قد أوقفت، في وقت سابق، رجل الدين الإيراني غلام رضا قاسميان، وهو شخصية إعلامية معروفة يقدم برنامجًا على قناة حكومية إيرانية، وذلك أثناء تواجده في المملكة لأداء مناسك الحج.
وجاء التوقيف على خلفية نشره مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تضمن تصريحات انتقد فيها سياسات المملكة، ما اعتبرته السلطات السعودية إساءة بالغة.
وفي الفيديو، قال قاسميان بنبرة هجومية: "سيتمكن الناس الآن من الذهاب إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة للكازينوهات وبيوت الدعارة والحفلات الموسيقية المبتذلة، بدلًا من الذهاب إلى أنطاليا"، في إشارة إلى الوجهة السياحية التركية الشهيرة بين الإيرانيين، وهو ما اعتُبر تحريضًا وإساءة مباشرة للسيادة السعودية وللمدينتين المقدستين.
احتجاج السلطة القضائية الإيرانية
من جانبها، احتجت السلطة القضائية الإيرانية رسميًا على توقيف قاسميان، واعتبرت أن اعتقاله "غير مبرر وغير قانوني"، وفق ما نقلته وسائل الإعلام الإيرانية. وأشارت السلطة إلى أن الاعتقال تم رغم كونه زائرًا يؤدي مناسك الحج، محذرة من التداعيات السلبية لمثل هذه الإجراءات.
وفي السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام رسمية في طهران بأن القنصلية العامة الإيرانية في جدة تتابع القضية عن كثب، وأنها أجرت لقاءين مع قاسميان منذ إلقاء القبض عليه، في إطار الجهود المبذولة للإفراج عنه وتسوية القضية بشكل دبلوماسي.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه العلاقات بين طهران والرياض تحسنًا ملحوظًا، بعد الاتفاق الذي رعته الصين في مارس 2023، والذي أعاد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد سنوات من القطيعة. واعتُبر موقف وزير الخارجية الإيراني بمثابة محاولة لاحتواء الأزمة وضمان استمرار مسار التهدئة والانفتاح بين الجانبين.