خبير سياسي: إسرائيل لا تزال ماضية في تنفيذ مخططها للسيطرة الكاملة على غزة

قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إن المقترح الجديد لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس مقابل هدنة مؤقتة، ثم وقف دائم لإطلاق النار، لا يزال في إطار التفاوض غير المباشر عبر وسطاء، من بينهم رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي هشام بحبوح، مشيرًا إلى أن واشنطن تتجنب الدخول المباشر في أي مفاوضات مع حماس.
إسرائيل وحماس
وأوضح سنجر، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن السياسة الأمريكية تظل منحازة تقليديًا للرؤية الإسرائيلية، مما يُبقي على حالة الغضب الفلسطيني، رغم التصريحات الأمريكية التي تبدي "انزعاجًا" من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة.
وأشار إلى أن نجاح أي اتفاق يتطلب تشكيل وفد فلسطيني موسع لا يقتصر على حركة حماس فقط، بل يضم السلطة الفلسطينية وشخصيات ذات كفاءة تفاوضية عالية، لتفادي استخدام وجود حماس كذريعة لرفض المجتمع الدولي لأي اتفاق.
المساعدات الإنسانية
ولفت الخبير في السياسات الدولية إلى أن إسرائيل لا تزال ماضية في تنفيذ مخططها للسيطرة الكاملة على غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية، داعيًا إلى ضرورة ممارسة ضغوط حقيقية على الولايات المتحدة لتغيير موقفها، خاصة مع التحول الملحوظ في مواقف بعض الدول الكبرى مثل كندا وفرنسا وألمانيا.
وشدد سنجر على أن الأمن في إسرائيل لن يتحقق إلا عبر الاعتراف الكامل بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل.
جددت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء دعوتها الملحّة إلى فتح المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، معتبرة أن الآليات الجديدة التي وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل لتوزيع المساعدات عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة إغاثة غزة" لا تستجيب للاحتياجات الفعلية ولا تعالج جوهر الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وقال ينس ليركه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز:
"نحن لا نشارك في هذه الآلية، لأنها تُصرف الانتباه عمّا هو مطلوب فعليًا، وهو فتح المعابر"، مؤكدًا أن القيود الإسرائيلية واستمرار إغلاق المعابر تحول دون تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية في القطاع.
لمساعدات محدودة.. والمعابر مغلقة
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع تكدّس عشرات الشاحنات عند معبر كرم أبو سالم، في انتظار الحصول على موافقات إسرائيلية متأخرة للدخول إلى غزة. ورغم دخول عدد محدود منها إلى رفح جنوب القطاع، أفاد مراسل "العربية/الحدث" أن المساعدات لم تصل فعليًا إلى السكان.
وربطت منظمات إغاثية دولية هذا الفشل بـالآلية البديلة التي وضعتها واشنطن وتل أبيب عبر "مؤسسة إغاثة غزة"، والتي بدأت توزيع المساعدات أمس الاثنين، لكنها لا تزال بعيدة عن تلبية الاحتياجات الفعلية لنحو مليوني فلسطيني يعيشون تحت الحصار والقصف المستمر.