الأمم المتحدة: «افتحوا معابر غزة.. توزيع المساعدات لا يغني عن الحلول الحقيقية»

جددت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء دعوتها الملحّة إلى فتح المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، معتبرة أن الآليات الجديدة التي وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل لتوزيع المساعدات عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة إغاثة غزة" لا تستجيب للاحتياجات الفعلية ولا تعالج جوهر الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وقال ينس ليركه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز:
"نحن لا نشارك في هذه الآلية، لأنها تُصرف الانتباه عمّا هو مطلوب فعليًا، وهو فتح المعابر"، مؤكدًا أن القيود الإسرائيلية واستمرار إغلاق المعابر تحول دون تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية في القطاع.
المساعدات محدودة.. والمعابر مغلقة
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع تكدّس عشرات الشاحنات عند معبر كرم أبو سالم، في انتظار الحصول على موافقات إسرائيلية متأخرة للدخول إلى غزة. ورغم دخول عدد محدود منها إلى رفح جنوب القطاع، أفاد مراسل "العربية/الحدث" أن المساعدات لم تصل فعليًا إلى السكان.
وربطت منظمات إغاثية دولية هذا الفشل بـالآلية البديلة التي وضعتها واشنطن وتل أبيب عبر "مؤسسة إغاثة غزة"، والتي بدأت توزيع المساعدات أمس الاثنين، لكنها لا تزال بعيدة عن تلبية الاحتياجات الفعلية لنحو مليوني فلسطيني يعيشون تحت الحصار والقصف المستمر.
استقالة مفاجئة لرئيس المؤسسة
وأثار مشروع "مؤسسة إغاثة غزة" جدلًا واسعًا بعد استقالة رئيسها التنفيذي جيك وود الأحد الماضي، حيث أعلن في بيان أن مغادرته جاءت بعدما "شعر بعدم قدرة المؤسسة على تنفيذ مهامها مع الحفاظ على المبادئ الإنسانية".
المؤسسة، التي تتخذ من جنيف مقرًا لها، كانت قد تعهدت في فبراير الماضي بتوزيع 300 مليون وجبة طعام خلال أول 90 يومًا من عملها. غير أن المنظمات الإغاثية التقليدية ووكالات الأمم المتحدة رفضت التعاون معها، بسبب اتهامات بأنها تعمل بتنسيق مباشر مع الجيش الإسرائيلي، مما يثير تساؤلات حول استقلاليتها وحيادها الإنساني.
أزمة إنسانية تتفاقم
وتأتي هذه التطورات في ظل تحذيرات أممية وطبية من تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية داخل غزة، وسط توغل القوات الإسرائيلية في عدة مناطق، وإجلاء الآلاف نحو الجنوب، إلى جانب استمرار القصف والدمار الواسع في البنية التحتية والمرافق الصحية.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الحل الوحيد لاحتواء الكارثة الإنسانية يتمثل في فتح جميع المعابر بشكل عاجل، وتسهيل دخول المساعدات، وضمان سلامة العاملين في الإغاثة، دون شروط أو تدخلات سياسية أو عسكرية.