هل يجوز استخدام زيوت الشعر والكريمات في مناسك الحج؟ .. الإفتاء توضح|فيديو

في إطار استعدادات الحجاج لأداء مناسك الحج، تطرح العديد من الأسئلة المتعلقة بالأحكام الشرعية المرتبطة بالإحرام، ومن أبرزها استخدام مستحضرات العناية الشخصية مثل زيوت الشعر وكريمات الجسم.
وفي هذا السياق، أجابت الدكتورة هند حمام، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد من السيدة سماح خير عبد الله من محافظة البحيرة – دمنهور، تسأل فيه:"هل يجوز استخدام زيوت الشعر وكريمات الجسم أثناء أداء مناسك الحج؟"
وجاءت الإجابة خلال حوار خاص مع الإعلامية سالي سالم في برنامج "حواء" المذاع عبر قناة "الناس"، حيث قدمت الدكتورة توضيحًا شاملاً للضوابط التي ينبغي مراعاتها خلال أداء مناسك الحج فيما يتعلق باستخدام المنتجات الشخصية.
الإسلام يحب النظافة .. ولكن مناسك الحج له خصوصية
بدأت أمينة الفتوى بالإشارة إلى أن الإسلام دين يحث على النظافة الشخصية ويحب الطهارة والتطهر، وهذا الأمر لا يتغير خلال أداء مناسك الحج، بل يبقى مطلوبًا، لكن ضمن ضوابط شرعية خاصة تتعلق بالإحرام.
وقالت:"الناس بطبيعتها تحرص على النظافة، وده شيء طيب ومحبوب عند ربنا سبحانه وتعالى، لكن في مناسك الحج تحديدًا، نبتعد عن مظاهر الزينة والترف لأن مناسك الحج يُعلمنا التواضع والمساواة".
وأضافت أن الإحرام يهدف إلى تجرد الحاج من الدنيا ومظاهر الترف، والاتجاه الكامل إلى الله بالعبادة والخشوع، وهو ما يفرض بعض المحظورات خلال فترة الإحرام.
استخدام الزيوت والكريمات .. متى يكون جائزًا؟
وحول إمكانية استخدام زيوت الشعر وكريمات الجسم أثناء الإحرام، أوضحت الدكتورة هند حمام أن الضابط الأساسي هو خلو هذه المنتجات من العطور، إذ أن العطر من محظورات الإحرام، واستعمال أي مادة معطرة يُعد مخالفة للنسك.
وأكدت الدكتورة هند حمام:"إذا كانت الزيوت أو الكريمات لا تحتوي على عطور أو روائح، فيجوز استخدامها دون حرج، سواء لأغراض علاجية، أو للوقاية من الشمس، أو لترطيب الجلد".
وشددت الدكتورة هند حمام على أهمية قراءة مكونات أي منتج قبل استخدامه للتأكد من خلوه تمامًا من أي مادة معطرة أو ذات رائحة، لتجنب الوقوع في مخالفة شرعية أثناء الإحرام.
الغاية الوقائية والعلاجية
أضافت أمينة الفتوى أن استخدام هذه المنتجات يكون جائزًا إذا كان الغرض منها وقائيًا أوعلاجيًا، مثل الحماية من أشعة الشمس الحارقة، أوعلاج حساسية الجلد، أو ترطيب البشرة من الجفاف الناتج عن المناخ الصحراوي.
وقالت:"ما لم يصاحب المنتج أي نوع من العطر، فلا حرج في استخدامه أثناء الإحرام، والله سبحانه وتعالى أرحم بعباده، ولا يكلف نفسًا إلا وسعها".

خلاصة الأحكام: العطر هو الفيصل
اختتمت الدكتورة هند حمام حديثها بالتأكيد على أن الرائحة أو العطر هو المعيار الفاصل في هذه المسألة، مشيرة إلى أن الإسلام يسر في الأحكام، لكن يجب الالتزام بما شرعه الله في الحج، احترامًا لقدسية المناسك.
وتابع: "أي منتج يحتوي على عطر يُمنع استخدامه أثناء الإحرام، أما المنتجات الخالية من الرائحة، فهي جائزة شرعًا، سواء للحماية أو العلاج".