عاجل

الاحتلال يفرض طوقًا أمنيًا حول باب العمود لتأمين «مسيرة الأعلام» الإسرائيلية

الاحتلال يفرض طوق
الاحتلال يفرض طوق أمني في منطقة باب العمود

في خطوة تصعيدية جديدة، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي طوقًا أمنيًا مشددًا على منطقة باب العمود ومحيط البلدة القديمة في القدس، تزامنًا مع انطلاق "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية السنوية، التي تشهد مشاركة واسعة من المستوطنين.

وفي مداخلة هاتفية عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضحت مراسلة القناة في القدس، دانا أبو شمسية، أن سلطات الاحتلال عمدت منذ ساعات الصباح الباكر إلى تفريغ المنطقة من المواطنين الفلسطينيين، بمن فيهم سكان البلدة القديمة وأصحاب المحال التجارية، فضلاً عن منع الصحفيين الذين لا يحملون بطاقات إسرائيلية من التواجد في المنطقة. جاء ذلك ضمن خطة لتأمين مرور الآلاف من المستوطنين المشاركين في المسيرة الاستفزازية.

استفزاز للمقدسيين

وكشفت أبو شمسية عن أن المسيرة هذا العام تركزت بشكل رمزي على منطقة باب العمود، الذي يحمل دلالة وطنية عميقة لدى الفلسطينيين. وأشارت إلى أن الجماعات اليمينية المتطرفة عمدت إلى استخدام باب العمود كمحور أساسي للتظاهر بالسيطرة على المنطقة، رغم وجود أبواب أخرى في البلدة القديمة كانت ممكن أن تُستخدم، ما يعكس نية هذه الجماعات في استفزاز المقدسيين وفرض واقع جديد على الأرض.

وأضافت أن المشاركين في المسيرة رددوا شعارات استفزازية، ورفعوا لافتات باللغة العربية تدّعي استكمال "النكبة" و"احتلال غزة"، في تلميحات سياسية واضحة تهدف إلى توجيه رسائل معادية للوجود الفلسطيني في المدينة.

تمييز إعلامي 

وذكرت أبو شمسية أن الشرطة الإسرائيلية لم تقتصر على فرض القيود على الفلسطينيين فقط، بل مارست أيضًا تمييزًا إعلاميًا صارخًا ضد الصحفيين الفلسطينيين. وأوضحت أن القوات الإسرائيلية منعت الصحفيين الفلسطينيين من التغطية الإعلامية داخل منطقة باب العمود، وأقامت متاريس حديدية تحاصرهم. في المقابل، سُمح للصحفيين الإسرائيليين بحرية الحركة داخل المنطقة دون أية قيود.

وتابعت أن بعض المستوطنين قاموا بالاعتداء على الصحفيين الفلسطينيين، في حين قامت الشرطة الإسرائيلية بحمايتهم، وهو ما يرسخ سياسة التمييز الإعلامي وفرض الرواية الإسرائيلية على حساب الحقيقة الفلسطينية.

القدس تتحول إلى ثكنة عسكرية

وأكدت أبو شمسية أن الوضع في القدس في غاية التوتر، حيث تحولت المدينة إلى ثكنة عسكرية بفعل الانتشار الكثيف لقوات الاحتلال. وقالت إن المدينة تشهد محاولات مستمرة لتمرير رسائل سياسية تحت غطاء "الاحتفال بتوحيد القدس"، وهو ما يعد في الواقع تهديدًا مباشرًا للسلم الأهلي في المدينة.

تهديد مباشر للوجود الفلسطيني 

واختتمت أبو شمسية مداخلتها بتأكيدها على أن "مسيرة الأعلام" السنوية أصبحت تمثل تهديدًا واضحًا للوجود الفلسطيني في القدس، وتجسد سياسة الإقصاء والتطهير الرمزي ضد الفلسطينيين، وهو ما يعكس إصرار الاحتلال على تكريس سيطرته وفرض واقع جديد على الأرض على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة.

تم نسخ الرابط