الأرابيسك في مصر .. مجدي العدوي يحيي تراث المشربيات

أكد الفنان مجدي العدوي، خبير خراطة الأخشاب وفن المشربيات، أن فن الأرابيسك في مصر يمثل جوهرًا من التراث الثقافي المصري الأصيل، ويجسد التقاء الفن بالصناعة والدقة بالحرفية.
وأضاف الفنان مجدي العدوي، خلال حواره في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على قناة CBC، أن فن الأرابيسك العريق يمتد تاريخه لأكثر من ألف عام، وما زال يحتفظ بجماله وفرادته رغم تطورات العصر.
وأشارالفنان مجدي العدوي إلى أن فن الأرابيسك ليس مجرد زخارف هندسية، بل هو "فن يحوّل الخشب إلى تحفة بصرية تنطق بالإبداع"، مؤكدًا أنه يستطيع تحويل أي قطعة خشبية إلى لوحة فنية متكاملة عبر تقنيات الخراطة الدقيقة والنقوش المتناغمة
انطلاقة نحو العالمية
استعرض الفنان مجدي العدوي بداياته المهنية، موضحًا أن حبه للفن اليدوي فن الأرابيسك، انطلق من مدرسة أحمد ماهر للصناعات الفنية، حيث تلقى أولى دروسه في خراطة الأخشاب، وتعمق في الحرفة حتى أصبح أحد المبدعين المتخصصين فيها.
وواصل الفنان مجدي العدوي، بعد التخرج، عمل في إحدى الشركات الخاصة، ثم التحق بوزارة التربية والتعليم كمدرس لمشغولات الأخشاب الأرابيسك، حيث قام بتعليم فن المشربيات وتقنيات الخرط، بالإضافة إلى تأسيسه ورشة صغيرة لتدريب الطلبة ونقل المعرفة بشكل عملي.
منبر المسجد الأقصى
ومن أبرز المحطات الفارقة في حياة الفنان مجدي العدوي، مشاركته عام 1972 في مشروع بناء منبر المسجد الأقصى بعد ترميمه باستخدام الأرابيسك، حيث تم اختياره من بين نخبة من الحرفيين المصريين للمساهمة في تنفيذ الهياكل الخشبية، بجانب حرفيين من تركيا.
ووصف الفنان مجدي العدوي تجربة الأرابيسك بـ"الشرف الأعظم في مسيرته المهنية"، مشيرًا إلى أن المشروع مثّل تتويجًا لمسيرته في فن الأرابيسك، وأثبت قدرة الحرفي المصري على التفوق في أصعب المهام وأكثرها دقة وقدسية.
تحديات العصر
وعن دور الأسرة في نقل حرفة الأرابيسك، قال الفنان مجدي العدوي إن أبناءه اختاروا التخصص في مجال الكمبيوتر، مثل كثير من الشباب اليوم، نتيجة التحول الرقمي والتطورات التكنولوجية، ما أدى إلى ضعف الإقبال على الحرف التقليدية.
لكنه لم يستسلم، بل عزم على نقل هذا الفن للأجيال الجديدة من خلال ورش العمل والدورات التدريبية المجانية، التي تستهدف الشباب من الجنسين، وكذلك المهندسين والمصممين المهتمين بالفن التراثي.

نقل التراث مسؤولية وطنية
شدد الفنان مجدي العدوي على أن نقل تراث الأرابيسك مسؤولية وطنية، والفن لا يقتصر على عمر أو مهنة، بل هو شغف متجدد، يمكن لأي شخص تعلمه إذا امتلك الإرادة والحب، مشددًا على أن باب الإبداع لا يُغلق أبدًا، وأن الفن المصري الأصيل لا يموت، بل يتجدد في كل من يقدّره ويتقنه.