هدنة تجارية مؤقتة.. دونالد ترامب يؤجل فرض الرسوم الجمركية

في خطوة وُصفت بأنها هدنة تجارية مؤقتة ومحاولة لخفض التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عن تأجيل فرض الرسوم الجمركية جديدة على عدد من السلع الأوروبية، مما يمنح الجانبين فرصة أخيرة لاستئناف المفاوضات المتعثرة القرار الذي أعلن عنه مؤخراً يأتي في إطار ما وصفه مراقبون بـ"هدنة تجارية مؤقتة"، قد تحد من التصعيد لكنها لا تُنهي حالة التوتر القائم.
دونالد ترامب والرسوم الجمركية
كان من المقرر أن تبدأ واشنطن في فرض الرسوم الجمركية تصل إلى 50% على بعض الواردات الأوروبية بداية من الشهر المقبل، لكن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير أعاد تحديد الموعد النهائي إلى 9 يوليو، مما يمنح الفريقين مهلة إضافية للتوصل إلى اتفاق تجاري شامل، تأتي هذه الخطوة بعد أن سبق للبيت الأبيض منح مهلة مدتها 90 يومًا في أبريل الماضي، لكن دون نتائج ملموسة.
ورغم هذا التأجيل، فقد أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عن شكوكه حيال فرص التوصل إلى تفاهم مع بروكسل، بل وأكد في تصريحات إعلامية أنه "غير مهتم" بإبرام اتفاق في الوقت الحالي بشأن الرسوم الجمركية، وهو ما اعتُبر بمثابة تصعيد ضمني في اللهجة التفاوضية الأمريكية.
هذه التصريحات أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية، خصوصًا مع تهديد الرئيس الأمريكي برفع الرسوم الجمركية إلى 50% إذا فشلت المحادثات.
مفاوضات ومطالب أمريكية أحادية
أحد الأسباب الرئيسية لتعثر المفاوضات الرسوم الجمركية هو إصرار دونالد ترامب على تقديم تنازلات أحادية من جانب الاتحاد الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بفتح الأسواق أمام الشركات الأمريكية، في المقابل، يطالب الاتحاد الأوروبي باتفاق متوازن يخدم مصالح الطرفين على حد سواء، وهو ما يعقّد إمكانية الوصول إلى تفاهم نهائي خلال المهلة المحددة.
الاتحاد الأوروبي يخضع بالفعل لسلسلة من الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضها دونالد ترامب، من بينها 25% على واردات الصلب والألومنيوم، و10% على سلع متعددة أخرى، وكان من المفترض أن ترتفع هذه النسب مع نهاية المهلة السابقة، لكن التهديد الأخير برفعها إلى 50% زاد من اضطراب الأسواق العالمية، خاصة مع تحذيرات خبراء الاقتصاد من أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المستهلكين وتباطؤ النمو الاقتصادي.
سياسة الضغط القصوى تتراجع جزئياً
يرى محللون أن قرار دونالد ترامب بتأجيل فرض الرسوم الجمركية يمثل تراجعًا جزئيًا عن سياسة "الضغط القصوى" التي انتهجها خلال الأشهر الماضية، والتي شملت فرض رسوم على عدد من الدول وأثرت سلبًا على الاستقرار الاقتصادي العالمي. ورغم أن واشنطن أحرزت تقدمًا في اتفاقاتها مع بريطانيا واستئناف المحادثات مع الصين، فإن الملف الأوروبي لا يزال عالقًا.

التذبذب الأمريكي يربك الأسواق
يرى البعض أن قرار ترامب يوفر فرصة جديدة لنزع فتيل التوتر التجاري، إلا أن آخرين يشيرون إلى أن التذبذب الواضح في السياسة التجارية الأمريكية يعمّق حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، ووسط استمرار شعار "أمريكا أولاً"، تتزايد الضغوط على المستثمرين وصناع القرار الأوروبيين للتأقلم مع مشهد اقتصادي يتغير بسرعة ويفتقر إلى الاستقرار.
التأجيل الأمريكي المؤقت لفرض رسوم جمركية على أوروبا يُعد خطوة تهدئة لكنها لا تُخفي حجم الخلافات العميقة بين الطرفين، وفي ظل استمرار التباينات حول جوهر الاتفاق التجاري، يظل موعد 9 يوليو بمثابة اختبار حاسم لمستقبل العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي، وسط تصاعد الشكوك حول نوايا الإدارة الأمريكية واستعدادها للتوصل إلى تفاهم حقيقي يخدم مصالح الجميع.