خبير اقتصادي: الرسوم الجمركية الأمريكية تدفع أوروبا إلى مفترق طرق اقتصادي

قال الخبير الاقتصادي حسن هريدي إن الاقتصاد الأوروبي يواجه أضرارًا متزايدة بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية، الأمر الذي أجبر العديد من الدول الأوروبية على التفكير في فتح مسارات تفاوض مع واشنطن لتفادي المزيد من الخسائر.
الرسوم الجمركية الأمريكية
وأضاف هريدي، خلال مداخلة عبر قناة "النيل للأخبار"، أن المصانع الأوروبية تعاني من تراكم البضائع في المخازن نتيجة القيود الجمركية، مما أدى إلى تكبد خسائر كبيرة، مشددًا على أن استمرار هذا الوضع يهدد استقرار الاقتصادات الأوروبية التي تعاني بالفعل من تداعيات أزمات عالمية متلاحقة.
وأوضح أن أوروبا لم تتعافَ بالكامل من آثار جائحة كورونا والتوترات الجيوسياسية، ومع تصاعد السياسات الأمريكية الحمائية، تجد نفسها مضطرة لاتخاذ قرارات استراتيجية جديدة، خاصة في ظل تراجع الشراكة الاقتصادية التقليدية مع الولايات المتحدة.
وأشار هريدي إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدير الملف الاقتصادي من زاوية تحقيق مكاسب خفية، ويغازل قوى دولية كروسيا والصين، في محاولة لإعادة رسم خريطة النفوذ الاقتصادي العالمي.
وأكد أن الصين وروسيا تعملان فعليًا على تأسيس تحالف اقتصادي صلب عبر مجموعة "بريكس"، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للهيمنة الأمريكية، بينما تتراجع ثقة أوروبا بواشنطن وتُعيد تقييم تحالفاتها في ظل عالم يشهد تحولات جذرية في موازين القوى.
وفي سياق متصل، أعلنت شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة «أبل»، أن غالبية أجهزتها التي يتم شحنها إلى الولايات المتحدة ستأتي من الهند وفيتنام بدلًا من الصين اعتبارًا من نهاية شهر يونيو المقبل في خطوة تهدف لتهدئة مخاوف المستثمرين بشأن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على عملياتها.
الرسوم الجمركية
وكان عملاق التكنولوجية الأمريكية، من أكثر شركات التكنولوجيا تضررًا خلال الشهر الماضي بعد إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية نتيجة تعاملاتها مع الصين، حيث انخفضت أسهم الشركة بنحو 4%.
وتُصنّع غالبية أجهزة آبل في الصين، ويولي المستثمرون اهتمامًا كبيرًا بمحاولات الشركة لنقل عمليات التجميع النهائي للأجهزة الموجهة إلى الولايات المتحدة إلى الهند ودول أخرى.
وصرح الرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك بأن تأثير الرسوم الجمركية في الربع الأخير من يونيو، إذا استمرت السياسات الحالية، سيضيف 900 مليون دولار إلى تكاليف إنتاج آبل، مشيرًا إلى أن هذا الرقم قد يكون أكبر في الأرباح القادمة، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".