بعد حادث حفيد نوال الدجوي.. هل كل أنواع الاكتئاب تؤدي للانتحار؟

أثار خبر حادث حفيد نوال الدجوي مؤسسة مدارس دار التربية ورئيسة جامعة MSA ،حالة من الصدمة والحزن، وأعاد إلى الواجهة سؤالًا ملحًا: هل الاكتئاب يؤدي للانتحار؟ ولماذا يُقدم البعض على هذا القرار القاتل؟ الدكتور محمد زغلول، استشاري الطب النفسي، يشرح في هذا التقرير تفاصيل العلاقة بين الاكتئاب والانتحار، ويُسلط الضوء على أهم العلامات التحذيرية وطرق العلاج.

الاكتئاب مسؤول عن 70% من حالات الانتحار

يؤكد الدكتور زغلول أن الاكتئاب يُعد أحد أبرز أسباب الانتحار، مشيرًا إلى أن نحو 70% من الأشخاص الذين انتحروا كانوا يعانون من نوع من الاكتئاب، لكنه يُشدد على نقطة مهمة: "ليس كل من يُصاب بالاكتئاب يُقدم على الانتحار، فالاكتئاب درجات وأنواعه متعددة".

النوع الأخطر: الاكتئاب الجسيم المصحوب بأفكار انتحارية

يشرح الدكتور زغلول أن النوع المرتبط فعليًا بالانتحار هو الاكتئاب النفسي الجسيم، ويُعرف أيضًا بالاكتئاب الشديد، ويكون عادة مصحوبًا بأفكار تتعلق بالموت أو تمني النهاية أو الانسحاب من الحياة، ويضيف: "هذا النوع تحديدًا هو الذي يجب أن نُحذر منه، لأنه لا يُعد فقط حالة نفسية، بل هو خطر حقيقي على الحياة".

الاكتئاب الذهاني: عندما يفقد العقل اتزانه

في بعض الحالات النادرة، قد يتحول الاكتئاب إلى ما يُعرف بـالاكتئاب الذهاني، وهو حالة متقدمة من الاكتئاب الشديد، تظهر فيها أعراض عقلية مثل الهلاوس أو الأوهام، وغالبًا ما يكون الانتحار أحد الأفكار المسيطرة، ويوضح زغلول أن هذا النوع قد يدفع الشخص إلى اتخاذ قرارات خطيرة دون وعي، مما يجعله من أخطر صور المرض النفسي.

لا تتأخر في طلب المساعدة

"أول خطوة للعلاج هي الاعتراف بالمشكلة"، يقول الدكتور محمد زغلول، مؤكدًا أن الأفكار الانتحارية ليست دليلاً على الضعف، بل هي إشارة طارئة تستدعي التدخل. 

ويضيف: "عندما يشعر أي شخص بأفكار سوداوية أو تمني الموت، عليه أن يتوجه فورًا إلى طبيب نفسي، فالعلاج النفسي والدوائي قادر على تغيير هذه الأفكار تمامًا".

الانتحار ليس حتمية بل قابل للمنع

رغم أن الاكتئاب قد يكون طريقًا مظلمًا، إلا أن نهايته لا يجب أن تكون الانتحار، يشدد الدكتور زغلول على أهمية الوعي والدعم المجتمعي والأسري، ويختم بقوله: "كل مريض بالاكتئاب يمكنه أن يتعافى إذا حصل على المساعدة الصحيحة في الوقت المناسب".