هل يحق للزوجة في استكمال التعليم بعد الزواج؟ .. الإفتاء توضح|فيديو
في سياق اهتمام الشريعة الإسلامية بتحقيق التوازن والعدالة داخل الأسرة، أوضح الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، أن استكمال التعليم للزوجة بعد الزواج يخضع بالأساس إلى الاتفاق المُسبق بين الطرفين قبل عقد القران، مؤكدًا أن الالتزامات الشرعية للزوج تجاه هذا الأمر تعتمد على ما تم التعهد به قبل الزواج.
الالتزام بالتعليم شرط شرعي
وخلال حوار أجراه مع الإعلامي مهند السادات ببرنامج "فتاوى الناس" على قناة الناس، تلقى الدكتور علي فخر سؤالًا من سيدة تُدعى داليا من الجيزة، تسأل فيه عن حقها في استكمال التعليم بعد الزواج، خاصة وأنها لم تنهِ دراستها قبل الارتباط.
أجاب الدكتور علي فخر قائلًا: "إذا كان الزوج قد تعهّد قبل الزواج أمام والد الفتاة أو بموجب اتفاق واضح باستكمال تعليم الزوجه، فهذا الالتزام يصبح واجبًا شرعيًا، ويُصبح الزوج ملزمًا بتوفير الظروف المناسبة لاستكمال دراستها، بما في ذلك الإنفاق على التعليم إن لزم الأمر."
غياب الاتفاق المُسبق يُحيل الأمر
وفي المقابل، أوضح الدكتور علي فخر أنه في حال عدم وجود اتفاق صريح قبل الزواج، فلا يُلزم الزوج شرعًا بتحمّل استكمال التعليم للزوجة، ويُترك الأمر حينها لاتفاق جديد بين الزوجين.
وأضاف الدكتور علي فخر:في هذه الحالة، إذا رغبت الزوجة في استكمال التعليم، فعليها التفاهم مع الزوج، فإن وافق، يمكنها الاستمرار سواء كان الإنفاق من جانبه أو من أسرتها، المهم أن يكون ذلك برضاه وموافقته."
وشدد علي فخر على أن الرفض المطلق من الزوج دون مناقشة أو مبررات منطقية لا يتفق مع روح الشريعة، التي تحث على التراحم والتفاهم بين الأزواج، وتُعلي من شأن العلم والتعليم، خاصة إذا كان ذلك ينعكس بالإيجاب على الأسرة بأكملها.
التعليم ركيزة لتربية الأبناء
وفي ختام حديثه، أشار أمين الفتوى إلى أن الحوار والتفاهم بين الزوجين هما حجر الأساس للحياة الزوجية الناجحة، داعيًا الأزواج إلى أن يكونوا أكثر دعمًا لطموحات زوجاتهم التعليمية، لما لذلك من تأثير مباشر على تربية الأبناء واستقرار الأسرة.
وأضاف: "المرأة المتعلمة قادرة على تربية جيل واعٍ، والزوج الحكيم هو من يرى في تعليم زوجته استثمارًا في مستقبل أسرته، لا عبئًا أو تهديدًا لدوره."
توصية بالشفافية قبل عقد الزواج
ودعت دار الإفتاء عبر لسان الدكتور فخر، جميع المقبلين على الزواج إلى توضيح النقاط المهمة والمصيرية قبل الزواج، كاستكمال التعليم أو العمل، حتى تُبنى الحياة الزوجية على وضوح وثقة والتزامات واضحة.
وأكد أن العقود والاتفاقات المسبقة تُحسم كثيرًا من الخلافات المستقبلية، وتُجنب الطرفين التوتر أو سوء الفهم، وهو ما يُعزّز من تماسك الأسرة ويمنحها الاستقرار المطلوب.
