عاجل

الميراث في الإسلام.. الإفتاء تحذر من التلاعب بحقوق الورثة | فيديو

 الدكتور علي فخر
الدكتور علي فخر

أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بـدار الإفتاء المصرية، أن الميراث في الإسلام ليس مالًا يتصرف فيه الإنسان حسب رغبته أو أهوائه، بل هو حق شرعي إلهي حدده الله في كتابه الكريم، وأي تجاوز فيه يُعد مخالفة صريحة لأوامر الشريعة.

جاء ذلك خلال لقائه في برنامج "فتاوى الناس" مع الإعلامي مهند السادات، والمُذاع على قناة الناس، حيث أجاب الدكتور علي فخر عن العديد من الأسئلة المتعلقة بأحكام الميراث في الإسلام والتصرف في المال أثناء الحياة.

الميراث في الإسلام .. ليس ملكًا شخصيًا 

شدد الدكتور علي فخر على أن الإنسان لا يملك ما في يده ملكية مطلقة، بل هو مستخلف فيه من قبل الله، وبالتالي فإن توزيع الميراث في الإسلام، يجب أن يتم وفقًا لأحكام القرآن الكريم لا بما يراه الأفراد مناسبًا أو عادلًا في نظرهم.

وأضاف الدكتور علي فخر: "حين يتوفى الإنسان، لا يُقسم الميراث في الإسلام، بحسب هواه أو مشاعره، بل تُوزع التركة كما أمر الله عز وجل، الذي قال: (يوصيكم الله في أولادكم)، ولم يفرّق بين ابن بار أو عاق."

لا يجوز حرمان الابن العاق من الميراث 

وحول قضية حرمان أحد الأبناء من الميراث بسبب العقوق، أوضح الدكتور علي فخر أن ذلك غير جائز شرعًا، لأن الميراث في الإسلام حق قرره الله، ولا يسقط لأي سبب دنيوي.

وتابع: "العقوق أمر يُحاسب عليه الابن أمام الله، لكن لا يحق للأب معاقبته بحرمانه من الميراث في الإسلام، لأن هذا التصرف قد يزيد الابن جفاءً، بينما الامتثال لأمر الله في تقسيم الميراث قد يكون مدخلًا لتوبته."

وأشار إلى أن العدل في الميراث من أسباب الهداية بعد الوفاة، حيث يمكن للابن، حتى لو كان عاقًا في حياة والده، أن يدعو له بعد موته، وهو من أعظم صور البر.

هل يجوز التفرقة بين الأبناء في الميراث؟

أوضح الدكتور فخر أن التصرف في الأموال أثناء الحياة جائز بشرط العدل، كأن يُعطي الأب شقة لأحد أبنائه من باب الإحسان أو لحاجة خاصة، لكن يجب أن يراعي التوازن وعدم التمييز بين الأبناء.

وقال:"الهبة جائزة إذا كانت في حياة الأب وبنية الكرم، لكنها قد تسبب فتنة بين الإخوة إن لم تكن عادلة، والأفضل أن يُشرك الأب أبناءه في اتخاذ هذه القرارات لتفادي النزاعات بعد رحيله."

 الدكتور علي فخر
 الدكتور علي فخر

وصايا مخالفة للشرع لا تُنفذ

وفي رده على بعض الحالات التي يُوصي فيها الشخص بحرمان أحد الورثة، أكد أمين الفتوى أن أي وصية تخالف شرع الله لا يجوز تنفيذها، لأنها تتعارض مع النصوص الصريحة في كتاب الله وسنة نبيه ﷺ.

وشدد:"الميراث حق لله، وليس من حق البشر تغييره، ومن مات وقد أدّى ما عليه من عدل ورحمة، فذلك مما يُرجى له به الأجر، ويُحاسب العباد عند الله بحسب نواياهم وعدالتهم."

تم نسخ الرابط