من عائشة المانع إلى نوال الدجوي.. قضايا الميراث تُحبط رائدات التعليم

كشف عام 2025 الكشف عن معاناة اثنتين من رواد التعليم في مصر والسعودية، الدكتورة نوال الدجوي والدكتورة عائشة المانع، بأزمات شخصية كبرى، وكان العامل المشترك بينهما هو الخلاف على الميراث التي تسبب في دخولهن إلى المحاكم.
تشابه ظروف نوال الدجوي وعائشة المانع
تتشابه ظروف نوال الدجوي وعائشة المانع سواء في رحلة الكفاح والنجاح أو الأزمات وخلافات الميراث، حيث إن الأولى تُعد إحدى رائدات التعليم الأهلي في مصر، وأسست مدراس دار التربية حينما كانت تبلغ 21 عامًا، وحصلت على عدة جوائز وشهادات تكريمية، بما في ذلك الدكتوراه الفخرية من جامعة ميزوري الأمريكية في عام 1997، وكُرمت من الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2019 باعتبارها واحدة من النماذج النسائية المشرفة في مصر.
ولا تختلف مسيرة عائشة المانع عن نوال الدجوي كثيرًا، حيث إنها جاءت إلى مصر مع والدها محمد المانع حينما كانت تبلغ 8 سنوات فقط لإكمال تعليمها، وطلب منها والدها بعد ذلك أن تعود إلى السعودية لتعليم البنات، وكانت أول معلمة في المنطقة الشرقية عندما وصلت إلى سن 14 عامًا، لتُكمل مسيرتها وتُصبح مديرة مدرسة، لتوصل رسالة بأن عمل المرأة ليس عيبًا، وحققت حلم والدها ببناء كلية طبية.
سرقة منزل نوال الدجوي
وشهدت الساعات الماضية تعرض الدكتورة نوال الدجوي من مؤسسي مدارس دار التربية ورئيس مجلس إدارة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، لحادث سرقة كبير، حيث تقدمت ببلاغ رسمي؛ أكدت خلاله سرقة 50 مليون جنيه، 3 ملايين دولار و350 ألف جنيه إسترليني، بجانب 15 كيلو ذهب من منزلها داخل كمبوند بمدينة 6 أكتوبر.
الدكتورة نوال الدجوي، أكدت أن المسروقات هي ميراث لعائلتها، وكانت موجودة داخل خزينة في غرفة النوم، وعلى الفور، كثف رجال الأمن جهودهم، أملًا في ضبط مرتكبي واقعة السرقة، أخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق.
خلاف على الميراث سبب الأزمة
ومع بداية الأزمة، أكدت مصادر خاصة لـ"نيوز رووم"، أن نوال الدجوي، صاحبة الـ91 عامًا، كان لديها ابن وابنة، الابن شريف توفي منذ 4 سنوات والابنة منى توفيت منذ شهرين، وأضافت: "الأزمة الحالية هي صراع الأحفاد، وفي الغالب واقعة السرقة التي حدثت تعود لمحاولة لخلافات على الميراث بعد وفاة نجل نوال".
وخرج محامي حفيد نوال الدجوي في مداخلة هاتفية عبر برنامج "مع خيري"، وأكد أن الحديث عن سرقة 300 مليون جنيه لا يستند إلى دلائل قاطعة حتى الآن، واصفًا ما تم تداوله بأنه "كلام مرسل"، وشدد على أن موكلته لم تقم بزيارة الشقة التي يُقال إن السرقة وقعت فيها منذ ثلاث سنوات، ما يثير الشكوك حول طبيعة وتوقيت الحادث، فضلًا عن تضارب المعلومات المتداولة في الإعلام.
وأكد أن هناك نزاعًا قضائيًا قائمًا بين "الدجوي" وبعض أحفادها، وصل عدد القضايا المتداولة بين الطرفين إلى نحو 20 دعوى قضائية، وأن هذه القضايا تشمل مسائل تتعلق بالميراث والوصايا والحقوق المالية، وأوضح أن هناك "وصية مغلقة" طالب فريق الدفاع بإدخالها ضمن مواد قضايا الوراثة، في خطوة قد تقلب موازين النزاع لصالح الأحفاد، مشددًا على أن الأحفاد ممنوعون من زيارة جدتهم، ما يعكس توتر العلاقات العائلية وخطورة الخلافات الممتدة.

أزمة عائشة المانع
وجاءت مشكلة الدكتورة نوال الدجوي وصراع أحفادها معها على الميراث، لتُعيد إلى الأذهان أزمة الدكتورة عائشة المانع، حيث كشفت في مارس الماضي عن خلافاتها مع أشقائها بسبب كلية المانع، والتي أُخذت منها بدون وجه حق، رغم أنها هي من قامت بتأسيسها وتطويرها على مدار 20 عامًا.
وتحدثت عائشة المانع خلال استضافتها في برنامج "الليوان"، شهر رمضان الماضي، وقالت: "إخواتي سلبوا مني كلية المانع بدون أي وجه حق مع أنني قمت بتأسيسها، عندما قمت بتأسيس كلية المانع لم يكن يُسمح للمرأة السعودية بالقيام بذلك ولم يكن يُسمح لها أن تشغل أي منصب في مجلس الإدارة".
وأضافت: "شراكتي مع إخواتي كانت صورية وهم لم يقوموا بدفع أي ريال ولا حتى قرش طيلة 20 عامًا لصالح الكلية، وقام أخي نتيجة للعقد الذي وقعه عني بإعطاء نفسه قيمة 90%، ومنحني 10% من الشراكة فقط، وبعد 20 عامًا أخذ أخي الكلية مني وقام بعزلي".
وأوضحت عائشة المانع، أنها قامت بعرض قضيتها على وزير التجارة ووزير العدل ووزير التعليم، وأضافت: "أخبروني أن المشكلة انتهت نتيجة صدور الحكم، وقالوا لي لا نستطيع أن نفعل لك أي شيء في هذا الموضوع، وقلت لهم كل ما جرى هو نتيجة نظامكم".
