هل التمر مُضر لمرضى الدهون الثلاثية؟ خبير تغذية يوضح الحقيقة الكاملة

في ظل تصاعد القلق من ارتفاع نسب الدهون الثلاثية بين فئات واسعة من الناس، أصبح مرضى الدهون الثلاثية يحرصون على مراجعة نمطهم الغذائي بشكل دقيق، ومن بين أكثر الأطعمة التي تثير تساؤلات المرضى: التمر ، نظرًا لاحتوائه على نسبة عالية من السكريات الطبيعية.
فهل يُعد التمر خيارًا آمنًا لمرضى الدهون الثلاثية؟ أم أنه يُصنّف ضمن قائمة الأطعمة المحظورة؟
في هذا السياق، قدمت الدكتورة مروة إبراهيم، أخصائية التغذية العلاجية، توضيحًا مهمًا بشأن التمر وعلاقته بصحة مرضى الدهون الثلاثية، مؤكدة أن التمر ليس محظورًا تمامًا، ولكن يجب تناوله ضمن شروط معينة.
التمر ليس ممنوعًا.. لكنه مشروط بالكمية ونوع النظام الغذائي
أكدت د. مروة أن التمر لا يُعد من الأطعمة المحظورة كليًا على من يعانون من ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية، لكن الأمر يعتمد على الحالة الصحية لكل مريض، والكمية المستهلكة من التمر، وكذلك توقيت تناوله ضمن وجبات اليوم.
وأضافت أن القلق من التمر نابع من احتوائه على سكريات طبيعية مثل الجلوكوز والفركتوز، وهي سكريات تتحول في الجسم إلى طاقة، وفي حال زيادتها عن الحد المطلوب، يُحوّلها الكبد إلى دهون، ما قد يسهم في ارتفاع الدهون الثلاثية.
لكن بالمقابل، التمر غني بالألياف، ويحتوي على مضادات أكسدة ومعادن مهمة، مما يجعله خيارًا صحيًا إذا تم تناوله باعتدال، وضمن نظام غذائي متوازن ومنخفض الدهون المشبعة والسكريات المكررة.
الكمية المسموح بها من التمر لمريض الدهون الثلاثية
ترى الطبيبة أن الكمية اليومية الآمنة من التمر تختلف حسب حالة كل شخص، لكنها بشكل عام توصي بألا تتجاوز 1 إلى 3 تمرات يوميًا، ويفضل أن تُستهلك ضمن وجبة رئيسية أو وجبة خفيفة صحية، وعدم تناولها بمفردها بكميات كبيرة.
وشددت على ضرورة أن يكون هذا التناول تحت إشراف طبي أو تغذوي، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة مصاحبة مثل السكري أو أمراض الكبد الدهني.
نصائح غذائية عند تناول التمر لمرضى الدهون الثلاثية
لضمان الاستفادة من التمر دون الإضرار بالصحة، قدمت د. مروة إبراهيم عددًا من النصائح المهمة:
- اختر أنواع التمر الأقل في نسبة السكريات، مثل تمر "الصقعي" أو "الخلاص".
- تجنّب التمر المُضاف إليه شراب الجلوكوز أو المحشو بالمكسرات المحمّصة أو الشوكولاتة.
- لا تتناول التمر مع أطعمة تحتوي على سكريات مكررة أو دهون مشبعة.
- احرص على شرب كميات كافية من الماء بعد تناوله لدعم عملية الهضم.
- ادمجه ضمن نظام غذائي منخفض الدهون ومليء بالخضراوات والبروتينات الصحية.
- راقب نتائج تحاليل الدهون الثلاثية والسكر التراكمي باستمرار.
- مارس النشاط البدني بانتظام لدعم التمثيل الغذائي وتقليل تراكم الدهون في الدم.
الاعتدال هو الحل
التمر ليس العدو الأول لمرضى الدهون الثلاثية كما يُشاع، بل يمكن أن يكون جزءًا من نظامهم الغذائي بشرط الاعتدال والوعي الغذائي. ما يضر مريض الدهون الثلاثية ليس نوع الطعام بحد ذاته، بل كمية ما يتناوله وطبيعة نمط حياته بشكل عام.
فبعض التعديلات الذكية والالتزام بالإرشادات الطبية قد تمكِّن المريض من التمتع بفوائد التمر دون أن يؤثر سلبًا على صحته.