عاجل

"لقاح الهربس" يقلل خطر الخرف وأمراض القلب.. دراستان تكشفان فوائده الجديدة

لقاح الهربس
لقاح الهربس

في اكتشاف علمي جديد قد يُغيّر الطريقة التي يُنظر بها إلى اللقاحات خاصة في لقاح الهربس، كشفت دراستان حديثتان نُشرتا في مجلة "القلب الأوروبية" خلال مايو الجاري، عن فوائد صحية مذهلة للقاح الهربس (القوباء المنطقية)، تتجاوز حمايته التقليدية من الفيروس المعروف، لتشمل تقليل خطر الإصابة بالخرف والأمراض القلبية بنسبة لافتة.

من الحماية من الفيروس إلى وقاية أعمق

يُعرف لقاح القوباء المنطقية بأنه يُستخدم لحماية البالغين، لا سيما من تجاوزوا سن الخمسين، من الطفح الجلدي المؤلم الناتج عن فيروس الهربس النطاقي، الذي يبقى كامنًا في الجسم بعد الإصابة بالجدري المائي، لكن ما لم يكن متوقعًا هو أن هذا اللقاح قد يمنح الجسم مناعة ممتدة، تُقلّل من فرص الإصابة بالخرف ومشاكل القلب.

نتائج الدراسات: نسب وقاية لافتة

الدراستان تابعتا آلاف الأشخاص بمتوسط أعمار 63 عامًا على مدار أكثر من سبع سنوات، ووجد الباحثون أن الذين تلقوا لقاح الهربس انخفض لديهم خطر الإصابة بالخرف بنسبة 1.8% مقارنةً بمن لم يتلقوه.

 أما الفائدة الأبرز فكانت في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، إذ انخفضت احتمالية الإصابة بمشكلات مثل النوبات القلبية وفشل القلب بنسبة 23%.

كيف يحقق اللقاح هذا التأثير؟

يفسر الخبراء هذا التأثير الواسع بأن اللقاح لا يقتصر على تحفيز الأجسام المضادة لمحاربة الفيروس فحسب، بل يعزز أيضًا من كفاءة الجهاز المناعي بوجه عام، ويحد من الالتهابات المزمنة المرتبطة بتدهور الذاكرة واعتلال القلب.
الدكتور باسكال جِلدستيزر، أستاذ الرعاية الصحية بجامعة ستانفورد، أكد أن "اللقاحات قد تُحدث تأثيرات مناعية عامة، تحسّن صحة الإنسان بطرق لم نكن نتصورها سابقًا".

فوائد أوضح لدى الرجال دون الـ60

الدراسة بيّنت أيضًا أن الرجال الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا كانوا أكثر استفادة من حيث الوقاية من الخرف، كما أوضحت أن التأثير الوقائي لقاح الهربس يكون في أوجه خلال أول عامين أو ثلاثة بعد تلقيه، مما يُبرز أهمية التطعيم المبكر.


الباحث قيونج مين لي من جامعة كيونج في كوريا الجنوبية أشار إلى أن اللقاح يمنح الجسم وقتًا لبناء استجابة مناعية قوية وممتدة، تُعزز من مقاومة الجسم للأمراض التنكسية مثل الخرف".

أهمية التطعيم والتوصيات الصحية

بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن التوصيات الصحية الحالية تدعو إلى حصول جميع البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا على لقاح القوباء المنطقية، إلى جانب الأصغر سنًا ممن يعانون من ضعف المناعة.


ومع ذلك، تُظهر البيانات أن نسبة الحاصلين على اللقاح ما زالت محدودة، إذ لم تتجاوز 26% من البالغين في هذه الفئة العمرية، ما يعني أن فئة كبيرة من الناس لا تزال محرومة من هذه الفوائد الوقائية المزدوجة.

اللقاح كوسيلة للوقاية من الشيخوخة الصحية

هذه النتائج تفتح الباب أمام توجه جديد في مجال الطب الوقائي، حيث لم يعد يُنظر إلى اللقاحات باعتبارها وسيلة للحماية من العدوى فقط، بل كأدوات فاعلة للحد من خطر الإصابة بالأمراض التنكسية المزمنة التي تؤثر على جودة الحياة مع التقدم في العمر.

وتُعزز هذه الدراسات من أهمية إدماج اللقاحات في الاستراتيجيات الوطنية للوقاية من الخرف وأمراض القلب، خاصة في مجتمعات تعاني من ارتفاع متوسط الأعمار وتزايد معدلات الأمراض المزمنة.

لقاح الهربس لم يعد فقط درعًا ضد القوباء المنطقية، بل تحول إلى أداة فعالة لدعم الصحة العامة والوقاية من أخطر أمراض العصر، ومع تصاعد الأدلة على دوره في تعزيز المناعة الكلية، بات من الضروري إعادة النظر في حملات التوعية والتطعيم لتشمل هذه الفوائد الجديدة، بما يُسهم في تحسين جودة الحياة، وتأخير مظاهر الشيخوخة الصحية.

تم نسخ الرابط