"الهربس الفموي" يهاجم الأطفال.. تحذيرات من الفيروس الصامت

في الآونة الأخيرة، حذر الدكتور عاصم فرج، أستاذ الأمراض الجلدية والتجميل، من انتشار وباء معدي بشكل متزايد بين الأطفال، مشيرًا إلى أن هذا المرض يصيب الأطفال في مناطق مختلفة من الجسم، مما يسبب لهم آلامًا شديدة وقلقًا بالغًا.
وبحسب الدكتور عاصم، يتمثل المرض في ظهور تقرحات مؤلمة على الجلد، خاصة في المناطق الحساسة مثل الفم، اليدين، أو الأعضاء التناسلية. وبالتالي، يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا على دراية كاملة بهذه الأعراض وأن يتخذوا الإجراءات الوقائية اللازمة لحماية أطفالهم.
الهربس الفموي
الهربس الفموي هو عدوى فيروسية تنجم عن فيروس الهربس البسيط "HSV-1"، الذي يصيب بشكل أساسي منطقة الفم واللثة. وعلى الرغم من أن هذا المرض قد يصيب الأشخاص في جميع الأعمار، إلا أن الأطفال يكونون أكثر عرضة للإصابة به، حيث يُعد الهربس الفموي من الأمراض المعدية التي تنتقل بسهولة عن طريق التلامس المباشر مع الشخص المصاب أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة.
تتمثل الأعراض الرئيسية لهذا المرض في ظهور تقرحات مؤلمة على الشفاه أو حول الفم، وقد تنتشر هذه التقرحات إلى مناطق أخرى مثل الأعضاء التناسلية أو اليدين. قد يصاحب هذه التقرحات حكة شديدة أو ألم عند لمس المنطقة المصابة. من الأعراض الأخرى التي قد تظهر هي الحمى، التعب العام، والتورم في العقد اللمفاوية، ما يجعل المرض أكثر إزعاجًا للأطفال والمراهقين.
علاج الهربس الفموي
أكد الدكتور عاصم فرج أنه عند ملاحظة أي من الأعراض السابقة على الأطفال، يجب أن يتوجه الآباء فورًا إلى الطبيب المختص؛ حيث ان العلاج المبكر للفيروس يعد أمرًا بالغ الأهمية للحد من تطور المرض وتقليل الأعراض المزعجة.
علاج الهربس الفموي في الغالب يعتمد على الأدوية المضادة للفيروسات، مثل "الأسيكلوفير"، التي قد يصفها الطبيب لمعالجة العدوى ومنع انتشارها. في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام لاصقات طبية على المناطق المصابة، والتي تساعد على تخفيف الألم والتقليل من تفشي العدوى. يمكن استخدام اللاصقة لمدة يوم واحد، وبعدها تبدأ الأعراض في التخفيف تدريجيًا. تجدر الإشارة إلى أنه من الضروري متابعة الحالة مع الطبيب للتأكد من عدم حدوث مضاعفات.
غير مهدد للحياة
رغم أن الهربس الفموي غالبًا ما يكون مرضًا غير مهدد للحياة، إلا أنه قد يتسبب في مشاكل صحية تؤثر على الأطفال، خاصة في الحالات التي تستمر فيها الأعراض لفترات طويلة أو عندما تتكرر الإصابة. يمكن أن تؤدي الإصابة المستمرة بالفيروس إلى إصابات مزمنة في الفم أو اللثة، وقد تؤدي أيضًا إلى التهاب الأنسجة المحيطة بالتقرحات. ومع ذلك، إذا تم اكتشاف المرض وعلاجه في وقت مبكر، فإن معظم الحالات تشفى بدون مضاعفات.
طرق الوقاية
الوقاية من الهربس الفموي أمر في غاية الأهمية لمنع انتشاره، خاصة بين الأطفال. يعتبر الهربس الفموي من الأمراض التي تنتقل بسهولة من شخص لآخر عن طريق التلامس المباشر مع الشخص المصاب أو من خلال الأسطح الملوثة، مثل المناشف أو الأكواب المشتركة. إليك بعض الطرق التي يمكن اتباعها للوقاية من الهربس الفموي:
- غسل اليدين بانتظام: يجب على الأطفال أن يتعلموا غسل يديهم بشكل جيد بالماء والصابون بعد اللعب أو لمس الأسطح الملوثة. كما يجب تعليمهم تجنب لمس المناطق المصابة على وجههم.
- تجنب التلامس المباشر مع المصابين: يجب أن يُمنع الأطفال من التقبيل أو ملامسة الأشخاص المصابين بالفيروس، خاصة أثناء ظهور التقرحات.
- تعقيم الأسطح والأغراض الشخصية: يجب تعقيم الأشياء الشخصية مثل المناشف، الأكواب، وأدوات الطعام بانتظام لمنع انتشار الفيروس.
- عدم مشاركة الأغراض الشخصية: ينبغي على الأطفال عدم مشاركة أشياءهم الشخصية مثل المناشف أو الأكواب مع الآخرين، وخاصة في الأماكن العامة أو المدارس.
- تجنب الحرارة المفرطة: الحرارة المفرطة أو تعرض البشرة لأشعة الشمس بشكل مبالغ فيه قد يحفز ظهور التقرحات، لذا من المهم تجنب التعرض المباشر لفترات طويلة.
أسباب الانتشار
تعتبر العدوى بفيروس الهربس البسيط "HSV-1" من أكثر الأسباب شيوعًا لانتشار هذا المرض بين الأطفال. يتم انتقال الفيروس بسهولة من خلال التلامس المباشر مع شخص مصاب، ويمكن أن يكون الأطفال في بيئات مدرسية أو رياضية أكثر عرضة للإصابة بالفيروس بسبب احتكاكهم المباشر مع الآخرين. علاوة على ذلك، قد تسهم بعض العوامل في زيادة احتمالية الإصابة، مثل:
- ضعف الجهاز المناعي عند الأطفال.
- تعرض الأطفال للإجهاد أو الأمراض الأخرى التي قد تضعف مناعة الجسم.
- عدم اتباع التدابير الوقائية كغسل اليدين بشكل دوري.
على الرغم من أن الهربس الفموي لا يُعد من الأمراض القاتلة، إلا أن التقرحات الناتجة عن هذا الفيروس قد تتسبب في معاناة كبيرة للأطفال بسبب الألم والتورم. لذلك، من المهم أن يكون الآباء على دراية بالأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بالفيروس وأن يسارعوا في استشارة الطبيب عند ملاحظة أي من هذه الأعراض. مع العلاج المبكر واتباع إجراءات الوقاية المناسبة، يمكن للطفل التعافي بشكل كامل والعودة إلى نشاطاته الطبيعية.