عاجل

هدنة الـ 90 يومًا: هل تُخفي الصين مشروع عملة بريكس وراء اتفاق خفض الرسوم؟

الرسوم الجمركية
الرسوم الجمركية

في ظل التحولات الجارية على الساحة الاقتصادية العالمية، والتقارب الحذر بين الصين والولايات المتحدة بعد اتفاق الجانبين على خفض الرسوم الجمركية من 145% إلى 10% لمدة 90 يومًا، تتجدد التساؤلات حول مدى استعداد تحالف "بريكس" لإطلاق عملته الموحدة، خاصة في ظل التوجهات المتزايدة نحو فك الارتباط بالدولار الأمريكي.

هدنة الـ 90 يومًا: هل تُخفي الصين مشروع عملة بريكس وراء اتفاق خفض الرسوم؟


يرى خبراء اقتصاديون ، أن قرار إطلاق عملة "بريكس" ، لا يزال مرهونًا بالتطورات السياسية والاقتصادية بين القوى الكبرى ، خصوصًا مع تنامي التحالف بين روسيا والصين، وتبنيهما أنظمة مالية بديلة تعتمد على الذهب والفضة والمقايضة، كوسائل لتقليص هيمنة الدولار عالميًا.

إطلاق عملة موحدة 

قال الدكتور أحمد خطاب، الخبير الاقتصادي وعضو مجلس الأعمال المصري الكندي، إن إعلان إطلاق عملة موحدة لدول مجموعة بريكس لن يتم خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مرجعًا ذلك إلى ما وصفه بـ"طبيعة قراراته المتهورة أحيانًا"، فضلًا عن علاقته القوية بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي لا يرغب ترامب في إفسادها، لا سيما في ظل مساعيه لتعزيز موقف روسيا في الحرب الأوكرانية وضم المزيد من أراضيها.

وأضاف خطاب، في تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم"، أن كلًا من روسيا والصين تنتهجان بالفعل مسارًا واضحًا نحو فك الارتباط بالدولار، مفضلتين التعاملات المباشرة بالذهب والفضة، وهو ما يفسر الارتفاع المتواصل في أسعار المعادن النفيسة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

آلية المقايضة 

وأوضح ، أن الحديث عن إطلاق عملة موحدة داخل التكتل لا يزال بعيدًا عن التنفيذ الفعلي، مشيرًا إلى أن التبادل التجاري بين الدول الأعضاء يتم حاليًا من خلال آليات المقايضة والتسوية بالذهب والفضة، ما يغني - ولو مؤقتًا - عن الحاجة إلى عملة موحدة.

ولفت خطاب إلى أن هذا النمط من التعاملات يعزز تدريجيًا من تقليل الاعتماد على الدولار، ما سينعكس لاحقًا على تراجع قيمته عالميًا، حتى لو لم يظهر التأثير بشكل فوري، مضيفًا أن الانتقال إلى الذهب والفضة كوسيط رئيسي في التسويات قد يجعل إطلاق عملة بريكس يتم دون ضجة إعلامية، لكن أثرها سيكون ملموسًا في الحد من هيمنة الدولار.

مجموعة بريكس 

من جانبها، أكدت الخبيرة الاقتصادية حنان رمسيس أن التحالف الاقتصادي بين روسيا والصين ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى بدايات تأسيس مجموعة بريكس، مرورًا بإنشاء منتدى وبنك خاص بالتكتل، وأضافت أن إصدار عملة موحدة ما زال يتطلب وقتًا، خصوصًا في ظل التهديدات الأمريكية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي أن أي عملة تهدد الدولار ستُواجَه برد قوي.

وأشارت رمسيس، في تصريحات لموقع "نيوز رووم"، إلى أن الصين تمضي قدمًا في مشروع العملة البديلة في إطار حربها التجارية مع واشنطن، لكنها تفضل التحرك بحذر دون إثارة صدمة مفاجئة في الأسواق المالية، لذلك فإن خطواتها تسير بوتيرة تدريجية.

العلاقات الاقتصادية 

وأوضحت أن العلاقات الاقتصادية بين روسيا والولايات المتحدة شبه مجمدة حاليًا بسبب العقوبات المفروضة منذ اندلاع الحرب ، ما أدى إلى انعدام التبادل المباشر بين البلدين، بينما تبدو الصين أكثر استعدادًا للمضي في مسار تقويض الدولار، مستشهدة بقيامها مؤخرًا ببيع سندات خزانة أمريكية بمبالغ ضخمة، مما ساهم في الضغط على العملة الأمريكية ودفع الفيدرالي لتثبيت أسعار الفائدة.

وأضافت رمسيس ، أن هذا التحرك يعكس استراتيجية صينية ممنهجة لإضعاف الدولار تمهيدًا لإطلاق بديل جديد، في وقت يصعب فيه على واشنطن تصعيد الحرب التجارية دون تكاليف سياسية واقتصادية باهظة.

فرض رسوم مرتفعة 

وفي سياق متصل، لوّح دونالد ترامب ، بفرض رسوم جمركية قاسية تصل إلى 100% على أي دولة تدعم مشروع عملة بديلة عن الدولار، موجهًا رسالة تحذيرية مباشرة إلى دول مجموعة بريكس عبر منصة "تروث سوشيال"، مؤكدًا أن تلك الخطوة قد تؤدي إلى استبعاد هذه الدول من السوق الأمريكية.

وقال ترامب: "على من يفكر في تقويض هيمنة الدولار أن يودّع الاقتصاد الأمريكي المزدهر ويبحث عن أسواق بديلة"، مشددًا على أن بلاده لن تتهاون في الدفاع عن مكانة الدولار العالمية.

تم نسخ الرابط