عاجل

فوائد غير متوقعة لشرب الماء: قد يساهم في محاربة القلق والاكتئاب

شرب الماء
شرب الماء

لطالما ارتبط شرب الماء بكميات كافية بالحفاظ على الصحة العامة، لا سيما دعم وظائف الجسم الحيوية والحفاظ على نضارة البشرة وتحسين الهضم، لكن ما قد لا يعرفه كثيرون هو أن الماء يلعب أيضًا دورًا خفيًا وأقل شهرة في دعم الصحة النفسية ومحاربة القلق والاكتئاب، بحسب دراسات علمية حديثة تسلط الضوء على هذا الارتباط غير المتوقع.

الماء والنفسية.. علاقة عميقة وغير شائعة

يؤكد خبراء الصحة النفسية أن الحفاظ على توازن السوائل في الجسم لا ينعكس فقط على الصحة البدنية، بل يمتد أثره إلى الحالة النفسية والعاطفية للإنسان، فعندما يصاب الجسم حتى بدرجات خفيفة من الجفاف، تبدأ وظائف الدماغ بالتأثر، ما قد يؤدي إلى تغيرات في المزاج، وانخفاض القدرة على التركيز، وزيادة مستويات التوتر والقلق.

وفقاً لموقع "Psychology Today" المتخصص في الشؤون النفسية والسلوكية، فإن الجفاف لا يُشترط أن يكون حادًا حتى تظهر آثاره، فـ الجفاف الخفيف – وهو أمر شائع في حياة الكثيرين ممن يهملون شرب الماء بانتظام – قد يؤدي إلى أعراض خفية مثل الصداع المستمر، سرعة الانفعال، انخفاض الأداء البدني والذهني، واضطراب الوظائف الإدراكية.

دراسات علمية تربط الجفاف بالقلق

وقد دعمت دراستان علميتان هذا الطرح، ففي دراسة إسبانية حديثة أجريت على 65 طالبة جامعية، وجد الباحثون وجود علاقة واضحة بين مستويات الماء المنخفضة في الجسم وزيادة حدة القلق، حيث تبين أن أكثر من 90% من المشاركات لم يشربن كمية كافية من شرب الماء تعوّض السوائل المفقودة على مدار اليوم، ما أدى إلى ارتفاع غير طبيعي في مستويات القلق لديهن، حتى مع غياب أي مؤثرات خارجية مباشرة.

وفسر الباحثون هذه العلاقة بأن الجفاف الخفيف يؤثر على توازن الناقلات العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين، والتي تلعب دورًا أساسيًا في ضبط المزاج ومواجهة الاضطرابات النفسية.

عندما يكون الماء علاجًا وقائيًا للذهن

من المثير للدهشة أن وسيلة بسيطة وطبيعية مثل شرب الماء قد تُشكّل خط الدفاع الأول للحفاظ على التوازن النفسي والعقلي،  فبينما يتجه الكثيرون إلى المكملات الغذائية أو حتى الأدوية لتحسين مزاجهم أو مواجهة نوبات التوتر، قد يكون الحل الأول في كوب من الماء النقي، خاصة عند مواجهة التعب أو التشتت أو الشعور بالضيق دون سبب واضح.

نصيحة طبية: لا تنتظر العطش

ينبه الأطباء إلى أن الشعور بالعطش لا يجب أن يكون المؤشر الوحيد على حاجة الجسم إلى الماء، لأن العطش غالبًا ما يأتي في مرحلة متأخرة من الجفاف، بل يُنصح بالحرص على شرب الماء بانتظام على مدار اليوم، بما لا يقل عن 8 أكواب يوميًا، وزيادة الكمية في أوقات الحرارة المرتفعة أو النشاط البدني المكثف.

الماء كجزء من الصحة النفسية الشاملة

في عصر تتزايد فيه الضغوط اليومية ويتفاقم فيه التوتر والقلق، تُعيد هذه الدراسات التأكيد على أهمية العودة إلى الأساسيات: النوم الجيد، النظام الغذائي المتوازن، وشرب كميات كافية من الماء. فقد يكون الماء، رغم بساطته، مفتاحًا خفيًا للصفاء الذهني والاستقرار العاطفي.

تم نسخ الرابط