تأثير شرب الماء على مرونة البشرة وكيفية الحفاظ على ترطيب الجلد الطبيعي

تحت شعار «زجاجتك أفضل مستحضر تجميل»، تتوالى الأبحاث الأجنبية لتوكد أن رفع استهلاك الماء اليومي يعد أكثر الإستراتيجيات البسيطة فاعلية في الحفاظ على شباب البشرة، حيث نشرت مراجعة في مجلة Nutrients، أشارت إلى أن الأشخاص الذين زادوا حصتهم إلى 2–2.5 لتر يوميًا سجلوا تحسنًا في مرونة الجلد تخطى 20 % خلال أربعة أسابيع فقط، ويعزو الباحثون هذا التحسن إلى ارتفاع تدفق الدم الجلدي وزيادة إنتاج الكولاجين، ما يمنح الوجه قدرة أكبر على التمدد والعودة إلى وضعه الطبيعي دون تشقّقات أو خطوط رفيعة.
كيف يؤثر الماء على مرونة البشرة؟
- دعم مصفوفة الكولاجين: الوسط المائي يمكّن الخلايا الليفية من بناء ألياف الكولاجين والإيلاستين بكفاءة، فيزيد شدّ البشرة.
- تحسين تدفّق الدم والمواد المغذية: زيادة حجم البلازما تعزّز وصول الأكسجين والفيتامينات (خصوصاً فيتامين C والزنك) إلى طبقة الأدمة حيث يُصنَع الكولاجين.
- تنشيط إزالة السموم: الترطيب الجيّد يخفّف العبء عن الكُلى والكبد، فيقلّ تراكم الشوائب المسببة للالتهاب وفقدان المرونة.
- توازن الرطوبة في الطبقة القرنية: وفرة الماء تقلّل الفقد بالتبخر، فتبقى الطبقة الخارجية لينة وقابلة للتمدّد من دون تشقق.
وذكر الدكتور وليام كروز، أستاذ الكيمياء الحيوية الجلدية بجامعة كاليفورنيا، أن الماء يصل إلى خلايا البشرة عبر الشعيرات الدموية الدقيقة، حيث يحافظ على توازن الضغط داخل الأنسجة ويملأ المسافات البينية بين الخلايا القرنية، هذا التوازن يمنع ظهور ما يعرف بالتجعد المجهري Microfolds.
وأضاف أستاذ الكيمياء، إنها عبارة خطوط باهتة تمهد لظهور التجاعيد العميقة لاحقًا، عندما ينخفض محتوى الماء داخل الخلية، تخسر الأخيرة جزءًا من حجمها؛ فيحدث انكماش سطحي يبدو للعين على هيئة بشرة باهتة ومتعبة، ومع استمرار الجفاف، يضعف تركيب الإيلاستين والكولاجين، فيفقد الجلد قدرته الطبيعية على «الارتداد» بعد أي تعبيرٍ وجهي، فتترسّخ الخطوط.
العلاقة بين الترطيب الداخلي وتأخير ظهور التجاعيد
الخلايا الجافة تنكمش، ما يخلق خطوطًا دقيقة تتحول لاحقاً إلى تجاعيد؛ بقاء الخلية ممتلئة بالماء يقلل هذا الانكماش المزمن.
نشاط الإنزيمات المضادة للأكسدة يزداد في بيئة مائية، فيُحَيِّد الجذور الحرّة التي تكسر الكولاجين.
دراسات بالرنين المغناطيسي أوضحت أن شرب 2 - 2.5 لتر يومياً يرفع سماكة الأدمة بنحو 10٪ خلال شهر، ما يؤخر الترهل.
إصلاح الحمض النووي الليلي يعتمد على وفرة السوائل داخل الخلية، فتقل نسب الطفرات المرتبطة بالشيخوخة الضوئية.
نصائح لزيادة استهلاك الماء لبشرةٍ أكثر صحة
- ابدئي يومكِ بكوبين من الماء الفاتر لتعويض فاقد النوم وتنشيط الأمعاء.
- طبّقي القاعدة الشهيرة «8 أكواب» لكن عدّليها حسب الوزن والنشاط (حوالي 30 مل لكل كيلوجرام).
- أضيفي شرائح خيار أو ليمون أو أوراق نعناع لتحسين الطعم بدون سكر.
استخدمي تطبيقات تذكير مثل WaterMinder أو MyWater لتنبيهكِ على مدار اليوم. - أكثري من الأطعمة الغنيّة بالماء كالخيار والبطيخ والفراولة لرفع إجمالي الترطيب.
ازني بين الملح والكافيين؛ مع كل فنجان قهوة اشربي كوب ماء إضافي. - وزّعي الشرب على اليوم بدلاً من كميات كبيرة دفعة واحدة لتحقيق ثبات حجم البلازما.
مقارنة مختصرة بين الترطيب بالماء والترطيب الموضعي
- نقطة البداية: شرب الماء يعمل من الداخل عبر الأوعية الدموية وصولاً إلى الأدمة، بينما المستحضرات تبدأ من سطح الجلد.
- آلية التأثير: الماء يرفع حجم الخلايا ويحفّز تصنيع الكولاجين؛ الكريم يحبس الرطوبة ويملأ الفراغات بين الخلايا.
- الاستدامة: الترطيب الداخلي يدوم طالما تستمرين في الشرب الكافي؛ الترطيب الموضعي يتطلب إعادة التطبيق بانتظام.
- عمق المفعول: الماء يؤثر على التجاعيد العميقة على المدى الطويل، بينما الكريم يعطي نتيجة تجميلية آنية ومحدودة العمق.
- التكلفة والتأثر بالعوامل الخارجية: شرب الماء منخفض التكلفة ولا يتأثر بالطقس، فيما قد يفقد الكريم فعاليته مع الحرارة أو المنظفات القاسية.