دراسة حديثة تكشف: 4 أنواع من الكربوهيدرات قد تساهم في إطالة العمر

في خطوة جديدة تسلط الضوء على أهمية التغذية الصحية أو تناول الكربوهيدرات في حياة الإنسان، كشفت دراسة علمية حديثة نشرت في مجلة JAMA Network Open أن تناول أنواع معينة من الكربوهيدرات عالية الجودة قد يسهم بشكل فعّال في تحسين فرص العيش بصحة جيدة حتى سن السبعين، بل ويقلل من احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة تعيق جودة الحياة في الكبر.
أكثر من 47 ألف امرأة في دراسة طويلة الأمد
استندت الدراسة إلى بيانات ضخمة تم جمعها من مشروع "دراسة صحة الممرضات" في الولايات المتحدة، حيث قام الباحثون بتحليل الأنظمة الغذائية لأكثر من 47,000 امرأة على مدار ما يقرب من 32 عامًا، بين عامي 1984 و2016، وتضمنت الدراسة أسئلة دقيقة حول الأنماط الغذائية للمشاركات، مع التركيز على نوعية الكربوهيدرات ومصادر الألياف التي يتناولنها.
ما العلاقة بين الكربوهيدرات والصحة في الكِبر؟
تشير نتائج الدراسة إلى أن نوعية الكربوهيدرات التي يتناولها الإنسان في منتصف العمر تؤثر بشكل مباشر على صحته في المراحل المتقدمة من حياته، وقد تبين أن النساء اللواتي اعتمدن على كربوهيدرات "عالية الجودة" كنّ أكثر عرضة بنسبة 37% للتمتع بصحة جيدة في سن السبعين، مقارنةً بمن تناولن كميات أقل من هذه الأنواع.
ما المقصود بالكربوهيدرات عالية الجودة؟
حدد الباحثون أربعة مصادر رئيسية للكربوهيدرات ترتبط بتحسين الصحة وإطالة العمر، وهي:
- الفواكه: غنية بالألياف والفيتامينات ومضادات الأكسدة.
- الخضروات: تحتوي على عناصر غذائية تعزز المناعة وتدعم صحة الجهاز الهضمي.
- الحبوب الكاملة: مثل الشوفان والبرغل وخبز القمح الكامل، وهي مصدر رئيسي للألياف والبروتين النباتي.
- البقوليات: كالعدس والفاصوليا والحمص، وتعد مصدرًا ممتازًا للكربوهيدرات المعقدة التي تُهضم ببطء.
لماذا تؤثر هذه الكربوهيدرات على طول العمر؟
الكربوهيدرات عالية الجودة ترتبط بالعديد من الفوائد الصحية، أبرزها:
- تنظيم مستويات السكر في الدم: ما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- تعزيز الشعور بالشبع: وهو ما يساعد على الحفاظ على وزن صحي وتجنب السمنة.
- الوقاية من الأمراض المزمنة: مثل أمراض القلب والضغط والسرطان، بفضل محتواها العالي من الألياف ومضادات الالتهاب.
- دعم صحة الأمعاء: عبر تحسين التوازن البكتيري في الجهاز الهضمي.
الكربوهيدرات أم البروتين.. ماذا تختار على الإفطار؟
يطرح كثيرون تساؤلاً حول الأفضل على وجبة الإفطار: الكربوهيدرات أم البروتين؟ تشير الدراسة إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالاختيار بينهما، بل بجودة ما يُستهلك. فالكربوهيدرات القادمة من مصادر صحية تساهم في استقرار مستويات الطاقة وتحسين الأداء العقلي والجسدي، بخلاف الكربوهيدرات المصنعة والسكرية التي تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في سكر الدم يتبعه انخفاض حاد وشعور بالخمول.
الجودة أهم من الكمية
تشدد نتائج هذه الدراسة على أن التركيز يجب أن يكون على نوعية الكربوهيدرات وليس فقط على كميتها، فبينما تُلام الكربوهيدرات كثيرًا في الأنظمة الغذائية الحديثة، فإن العودة إلى المصادر الطبيعية والمغذية منها قد يكون أحد مفاتيح الشيخوخة الصحية والوقاية من الأمراض.
هل يمكن للكربوهيدرات أن تصبح سلاحًا سرّيًا لطول العمر؟
ربما تكون الإجابة: نعم، بشرط أن تكون من النوع الصحيح، وفي الوقت المناسب، وبالكميات المناسبة.