من الإرهاق للسمنة.. ماذا تعرف عن أمراض الغدة الدرقية فى يومها العالمي؟

في اليوم العالمي لـ الغدة الدرقية الذي يُصادف 25 مايو من كل عام، تتجه الأنظار إلى هذه الغدة الصغيرة ذات الشكل الفراشي، التي تؤدي دورًا محوريًا في تنظيم العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان. تقع الغدة الدرقية في مقدمة العنق، وتُفرز هرمونات تُنظم عملية التمثيل الغذائي، وتؤثر على حرارة الجسم، ومعدل ضربات القلب، ومستوى الطاقة. ورغم صغر حجمها، إلا أن أي خلل في نشاطها يمكن أن يُسبب اضطرابات صحية مزمنة تتطلب متابعة طبية دقيقة.
هيرمونات الغدة الدرقية
تقوم الغدة الدرقية بإفراز نوعين أساسيين من الهرمونات: "الثيروكسين" (T4) و"الثيرونين" (T3)، وهما المسؤولان عن تنظيم سرعة استهلاك الجسم للطاقة، ومدى كفاءة الأعضاء في أداء وظائفها. كما تؤثر هذه الهرمونات على النمو العقلي والجسدي، خاصة في مرحلة الطفولة. ويُتحكم بإفراز هذه الهرمونات من خلال إشارات من الغدة النخامية في الدماغ، التي تُنتج بدورها هرمون الـTSH لتحفيز نشاط الغدة الدرقية.

أمراض مرتبطة بالغدة الدرقية
وتتعدد أمراض الغدة الدرقية حيث يُعد قصور الغدة من أكثر المشكلات شيوعًا، ويحدث عندما لا تنتج الغدة ما يكفي من الهرمونات، مما يؤدي إلى أعراض مثل الإرهاق، زيادة الوزن، جفاف الجلد، بطء في الحركة والتفكير، واكتئاب. أما فرط نشاط الغدة، فيحدث عندما تفرز هرمونات بكميات زائدة، ويتسبب في أعراض مثل فقدان الوزن السريع، التعرق الزائد، العصبية، وتسارع نبضات القلب. ويمثل "داء غريفز" أحد الأسباب الشائعة لفرط النشاط، بينما يُعد "هاشيموتو" من أبرز أسباب القصور.
ويؤكد الدكتور أحمد عبد الرؤوف، أستاذ أمراض الغدد الصماء في تصريحات خاصة، أن "الاكتشاف المبكر لمشاكل الغدة الدرقية هو مفتاح العلاج الفعّال، خاصة أن الكثير من الأعراض قد تتشابه مع مشكلات صحية أخرى، مما يؤخر التشخيص". ويضيف أن التحاليل الدورية لوظائف الغدة باتت ضرورية، خاصة للنساء، حيث تُعد الاضطرابات الدرقية أكثر شيوعًا لديهن.
أما عن العلاج، فيختلف حسب نوع الاضطراب، فقد يُعالج القصور بهرمونات بديلة تؤخذ يوميًا، بينما يتطلب فرط النشاط أدوية مثبطة أو تدخلًا إشعاعيًا أو جراحيًا في بعض الحالات. ويلجأ البعض إلى دعم العلاج بوسائل طبيعية مثل تناول اليود والسيلينيوم ضمن نظامهم الغذائي، لكن تحت إشراف طبي.
في اليوم العالمي للغدة الدرقية نُسلط الضوء على أهمية التوعية بالأعراض المبكرة لهذه الاضطرابات، والدعوة لإجراء الفحوصات اللازمة بانتظام، من أجل حياة صحية متوازنة وخالية من المضاعفات الخفية.