عاجل

يسري جبر: أبو بكر الصديق صوت العقل في لحظة الانهيار

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

قال الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، قدم نموذجًا نادرًا في الفصاحة والثبات يوم وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حين وقف يخطب في الصحابة بكلمات معدودات لا تتجاوز بضعة أسطر، لكنها كانت كفيلة بإنهاء حالة الانهيار التي سيطرت عليهم.

وفي حديثه ضمن برنامج "أعرف نبيك" على قناة "الناس"، أوضح أن أبا بكر رضي الله عنه استشهد بآية قرآنية قاطعة، هي قوله تعالى: ﴿وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾، لتعيد هذه الكلمات التوازن لعقول الصحابة، وتهدئ مشاعرهم الجياشة، حتى إن كثيرين منهم قالوا: "كأنها لم تنزل إلا في هذا اليوم"، لما كان لها من وقع بالغ الأثر.

مكانة القرآن عند الصاحبة

وأضاف "جبر" أن هذا الموقف الجليل يُجسد بوضوح مكانة القرآن في نفوس الصحابة، إذ كان أول ما لجأوا إليه في لحظات الصدمة، يستلهمون منه العزاء والتوجيه، ثم يأتون بعده إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

دواء القلوب

وأكد أن القرآن هو دواء القلوب في وقت المصائب، يمنحها السكينة ويبعث فيها الرضا، داعيًا المسلمين إلى التمسك بكتاب الله، خاصة في أوقات الابتلاء والهم، لما فيه من شفاء وراحة صدر ويقين.

ثمرة التربية النبوية 

وبيّن الدكتور يسري جبر أن موقف أبي بكر في ذلك اليوم ما هو إلا ثمرة من ثمار التربية النبوية التي تلقاها الصحابة على يد الرسول الكريم، حيث كان عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر قام إلى الصلاة، فتعلم منه أصحابه أن الركون إلى الصلاة وقراءة القرآن هو أول طريق الثبات النفسي في الشدائد.

وأوضح أن الركن الأعظم في الصلاة هو القيام وقراءة القرآن، وفي ذلك تهدئة للقلوب وإزالة لكرب النفوس، وهو ما فعله أبو بكر حين لجأ إلى الله بكلمات من كتابه.

الصبر عند المصائب

كما أشار "جبر" إلى أن المصائب تكشف مكنون القلوب؛ فمن الناس من يجزع وينهار، ومنهم من يصبر ويثبت، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى".

موقف للنبي

وسرد موقف النبي مع امرأة كانت تبكي عند قبر ابنها، فلما طلب منها الصبر لم تكن تعلم أنه رسول الله، وحين علمت عادت تعتذر، فقال لها: "الصبر عند الصدمة الأولى"، مؤكدًا أن هذه اللحظات هي المقياس الحقيقي لليقين والثقة بالله.

<strong>الدكتور يسري جبر</strong>
الدكتور يسري جبر

الإقتداء بالصحابة

وختم الدكتور يسري جبر حديثه برسالة إلى المسلمين، دعاهم فيها إلى الاقتداء بأدب الصحابة الذين تربوا على يد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يضبطوا ألسنتهم وقت البلاء، وألا يخرج منهم إلا ما يرضي الله، مستعينين به في ضعفهم البشري.

وقال في ختام حديثه: "نسأل الله أن يؤدبنا بأدب الصحابة، الذين أدبهم الله بأدب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم."

تم نسخ الرابط