بعد موجة تسريح الموظفين.. هل يتأثر مستقبل التجارة الإلكترونية في "تيك توك"؟

تشهد منصة "تيك توك" تحولات جذرية في استراتيجيتها المالية، حيث تسعى الشركة إلى تحقيق كفاءة تشغيلية أكبر وتقليل النفقات، بعد إنفاقها مبالغ ضخمة خلال العامين الماضيين لتوسيع أعمالها في التجارة الإلكترونية.
تخفيضات وظيفية وإجراءات تقشفية
منذ فبراير الماضي، بدأت إدارة "متجر تيك توك" (TikTok Shop) بتنفيذ عمليات تسريح موظفين استنادًا إلى الأداء، إضافة إلى فرض قيود صارمة على سياسة العودة إلى المكتب.
وشملت الإجراءات أيضًا جولتين من تخفيض الوظائف، إلى جانب تطبيق سياسات جديدة تهدف إلى ضبط التكاليف، وفقًا لما أفاد به موظفون لموقع "بيزنس إنسايدر".
وطالت إجراءات التقشف مختلف قطاعات الشركة، إذ تم فرض قيود جديدة على ميزانية السفر، كما شملت أحدث جولات التسريح، التي بدأت يوم الأربعاء الماضي، موظفي عمليات التجارة الإلكترونية وبعض العاملين مع العلامات التجارية العالمية.
وفي رسائل بريد إلكتروني وجهتها الشركة إلى الموظفين الذين تم الاستغناء عنهم، أوضحت إدارة "تيك توك" أنها تهدف إلى تقليل التعقيد الإداري و"إنشاء نموذج تشغيل أكثر كفاءة لنمو الفريق على المدى الطويل".
إجراءات لمواكبة المنافسة وخفض النفقات
الرئيس التنفيذي لشركة "تيك توك"، شو زي تشيو، ألمح إلى اتخاذ إجراءات صارمة للحد من الإنفاق، مشددًا على ضرورة مراجعة فرق العمل وإزالة الطبقات الإدارية غير الضرورية، في خطوة تعكس توجهًا مشابهًا لما قامت به شركات كبرى مثل "ميتا" و"مايكروسوفت" و"غوغل"، التي لجأت مؤخرًا إلى إلغاء امتيازات الموظفين، تقليص عددهم، وإعادة تقييم الأداء لتوفير التكاليف.
وتأتي هذه التخفيضات في وقت حرج بالنسبة للشركة، التي تواجه خطر الحظر في الولايات المتحدة ما لم تتوصل إلى اتفاق بشأن بيع عملياتها هناك، وفقًا لقانون جديد صدر عام 2024. وقد أجرت الشركة مؤخرًا إعادة هيكلة واسعة لفريقها في الولايات المتحدة، مما منح القيادة الصينية سلطة أكبر على عملياتها التشغيلية.
كيف تُخفّض "تيك توك" تكاليفها؟
إلى جانب تقليص القوى العاملة، أعادت "تيك توك" تحديد أهداف الأداء لبعض الفرق هذا الربع، لتُركز بشكل أكبر على مؤشرات متعلقة بالكفاءة المالية، مثل القيمة الإجمالية للبضائع.
كما تستعد الشركة لإنهاء دعم الشحن المجاني لبائعي "متجر تيك توك" في وقت لاحق من هذا الشهر، بعد أن قامت بتقليصه سابقًا، ما يجعل سياستها أقرب إلى نموذج الشركات المنافسة مثل أمازون، رغم مخاوف من استياء شركاء البائعين.
ووفقًا للتقارير، بدأت "تيك توك" أيضًا فرض قيود أكثر صرامة على سفر الموظفين، حيث باتت تشترط مزيدًا من المعلومات حول ترتيبات السفر، إضافة إلى وضع حدود جديدة للإنفاق على الفنادق وتذاكر الطيران.
التحديات التي تواجه "متجر تيك توك"
كانت أعمال التجارة الإلكترونية لشركة "تيك توك" أحد المجالات التي استهدفتها إجراءات خفض التكاليف، إذ أنفقت الشركة مئات الملايين من الدولارات لإطلاق هذا النشاط، أملاً في محاكاة نجاح تطبيقها الصيني الشقيق "دوين".
لكن مؤشرات الأداء لم ترتقِ للتوقعات، حيث أظهرت تقارير داخلية انخفاضًا في حجم الطلبات الأسبوعية بنسبة 20% خلال مايو مقارنة بأبريل، نتيجة تأثير التعريفات الجمركية العالمية.
وفي محاولة لتصحيح المسار، أجرت الشركة تغييرات جذرية في قيادة قسم التجارة الإلكترونية، منحت بموجبها صلاحيات أكبر للمديرين التنفيذيين ذوي الخبرة في تطبيق "دوين".
ومع استمرار تسريح العمال وتعديل الأهداف التشغيلية، يبدو أن "متجر تيك توك" في الولايات المتحدة أصبح أقل حجمًا، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل الشركة في قطاع التجارة الإلكترونية.