عيد الأضحى 2025.. دار الإفتاء توضح حكم التسمية عند ذبح الأضحية

مع اقتراب عيد الأضحى أثار عدد من التساؤلات الفقهية الجدل مجددًا حول حكم التسمية عند ذبح الأضاحي والذبائح عموماً، خاصة مع اقتراب موسم عيد الأضحى المبارك. وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية وعدد من علماء الشريعة الموقف الشرعي من التسمية، وحكم أكل اللحوم التي تُذبح دون ذكر اسم الله.
الذبحُ عبادةٌ شرعيةٌ شُرِعَت على غير الأصل؛ إذ الأصلُ حِفظُ حياةِ ذوي الأرواحِ مِن بني آدم ومِن غيرهم؛ فإنَّ حِفظَ النفْس أَحَدُ المقاصد الشرعية الكبرى، ولذا قُيِّدَ الذبحُ بضوابطَ وشروطٍ تَنقلُ الذبحَ مِن كونه مُجرَّد عمليةٍ تزهق فيها الروح المحترمة شرعًا إلى كونه عبادةً تُراعَى فيها القِيَمُ الراقية والأخلاق المُزَكِّيَة، ومِن هذه الآداب: ذِكرُ اسمِ الله على الذبيحة.
والتَّسْمِيَةُ على الحيوان سُنَّةُ وليست شرطًا في صحة الذبح عند الشافعية وعند الحنابلة في رواية، فلا يضر عدم ذكرها أصلًا إذا كان الذابح مسلمًا أو كتابيًّا، ومن ثم يجوز الذبح بآلة ذبح، وتشغيلُ آلةِ الذبحِ يَقومُ مَقامَ مُباشَرَةِ الذابِحِ إذا كانت آلةُ الذبحِ تَقتُلُ بحَدِّها لا بأيِّ طريقةٍ أخرى، وعليه: فيَلزَمُ أن يكون المَكَلَّفُ بتشغيل الآلة مسلمًا أو كتابيًّا، ولا يجوز أن يكون مُلحِدًا أو شخصًا يدين بأيّ دِينٍ آخر.
وبِناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فالتَّسْمِيَةُ على الذبيحة عند الذبح سُنَّةٌ لا يَضُرُّ تَركُها كما هو مذهب الشافعية ورواية عند الحنابلة.

سنن وآداب ذبح الأضاحي
النية أولًا
أكدت دار الإفتاء أن أول ما يُستحب فعله عند ذبح الأضاحي هو استحضار النية، بأن تكون الذبيحة تقرّبًا إلى الله تعالى، سواء كانت أضحية أو غيرها من أنواع الذبائح. وتكون النية بالقلب ولا يشترط التلفظ بها.
التسمية والتكبير
من أهم السنن عند ذبح الأضاحي ، التسمية بقول “بسم الله” والتكبير بقول “الله أكبر”، وذلك عند وضع السكين على رقبة الذبيحة، تطبيقًا لتوجيه النبي ﷺ.
إحسان الذبح
أوصى رسول الله ﷺ في الحديث الشريف: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وليحدّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته” [رواه مسلم].
وهذا يشمل عدة أمور، منها:
• حد السكين جيدًا حتى لا تتعذب الذبيحة.
• عدم شحذ السكين أمامها، احترامًا لنفس الحيوان.
• تجنب ذبح حيوان أمام آخر.
• قطع الحلقوم والمريء والودجين لضمان خروج الدم بطريقة شرعية وإنهاء حياة الحيوان سريعًا.
اتجاه القبلة
يُستحب استقبال القبلة عندذبح الأضاحي ، وهو ما فعله النبي ﷺ، لما فيه من تعظيم لأمر الله.
تكبيرة بعد الذبح والدعاء
بعد الذبح، يُستحب أن يقول المسلم: “اللهم هذا منك ولك، اللهم تقبل مني كما تقبلت من إبراهيم خليلك”، وهي من السنن الواردة عن النبي ﷺ.
عدم التعجيل بسلخ الذبيحة
أوضحت دار الإفتاء أنه ينبغي التريث بعد الذبح حتى تخرج الروح تمامًا، وألا يُسلخ الحيوان أو يُحرّك قبل التأكد من موته الكامل، التزامًا بالإحسان في القتل