فتاوى النساء| ما حكم الصلاة للمرأة عند زيادة مدة حيضها عن عادتها الشهرية؟

ما حكم الصلاة للمرأة عند زيادة مدة حيضها عن عادتها الشهرية ؟ قضية تتجدد تفاصيلها كثيرا بين النساء ، خصوصًا حين تتجاوز مدة الحيض لدى المرأة عدد الأيام المعتاد لها شهريًا. وهنا يثور السؤال الفقهي المهم: هل يجوز للمرأة أن تصلي إذا زادت أيام الحيض عن عادتها؟ وهل تعتبر هذه الزيادة من الحيض أم استحاضة؟
حكم الصلاة للمرأة عند زيادة مدة الحيض
وأجابت دارالإفتاء في ذلك الحيض هو السيلان يقال: حاضت المرأة حيضًا ومحيضًا فهي حائض، أي: سال واجتمع منها الدَّم إلى ذلك المكان في أوقاتٍ معلومةٍ؛ كما في "لسان العرب" لجمال الدين ابن منظور.
وفي الشرع: دم جِبِلَّةٍ -أي: خِلْقَةٍ وطبيعة- تقتضيه الطباع السليمة، يخرج مِن أقصى رحم المرأة بعد بلوغها على سبيل الصحة، مِن غير الولادة، في أوقات معلومة؛ كما في "مغني المحتاج" للعلامة الخطيب الشربيني .
والطُّهْرُ: الْخُلوص من الأدناس والنجاسات، وهو عكس الحيض، ويقال للمرأة: طاهِرٌ أو طَهُرَت إذا انقطع عنها الحيض؛ كما في "المصباح المنير" للعلامة الفيومي ، و"القاموس المحيط" لمجد الدين الفيروزآبادي ، و"الشافي بشرح مسند الشافعي" لمَجد الدين ابن الأثير ).
وإذا لم ينقطع الدم الخارج من رحم المرأة بعد مضي عَشرة أيام من حيضها -وهي أكثر مدة الحيض-، وكان للمرأة عادةٌ معروفةٌ دون العَشرة، فإنها تُرَدُّ إلى أيام عادتها، فيكون حيضُها أيامَ عادتها، وما زاد عليها إلى ما فوق العَشرة فهو استحاضة، فوجب عليها قضاء الصلاة التي فاتتها في أيام الزيادة على عادتها؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمُسْتَحَاضَةُ تَدَعُ الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا، ثُمَّ تَغْتَسِلُ، وَتَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ، وَتَصُومُ، وَتُصَلِّي» أخرجه الأئمة: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه -واللفظ له- في "سننهم" من حديث عدي بن ثابت عن أبيه عن جده رضي الله عنه.
قال الإمام الشَّيْبَانِي في "الأصل" المعروف بـ"المبسوط" : [قلتُ: أرأيتَ امرأةً كان حيضُها خمسةَ أيامٍ في كلِّ شهرٍ ثم زاد يومًا أتصلي ذلك اليوم؟ قال: لا، وهي فيه حائض. قلتُ: وكذلك لو زادت خمسة أيام؟ قال: نعم. قلتُ: فإن زادت على العَشرة الأيام يومًا أو يومين؟ قال: هذه مستحاضةٌ فيما يُزاد على عَشرة أيام، فتكون مستحاضةً فيما زاد على أيام أقرائها. قلتُ: فهل عليها قضاءُ ما زاد على أيام أقرائها؟ قال: نعم. قلتُ: لم؟ قال: لأن الحيض لا يكون أكثر مِن عَشرة أيام، فإن زادت على عَشرة أيام عرفنا أنها مستحاضةٌ فيما زادت على أيام أقرائها، وإن لم تزد على عَشرة أيام، فهي حائض وليس عليها أن تقضي شيئًا مِنَ الصلاة] اهـ. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال
ما يحرم على المرأة في فترة الحيض
يُحرم على المرأة أثناء الحيض أن تُصلي أي صلاة، سواء كانت فرائضًا كالصلوات الخمس، أو نوافل كصلاة التطوع. ويستند هذا التحريم إلى قول النبي ﷺ: “إن المرأة إذا حاضت لم تصل، ولا تصوم حتى تطهر” [رواه البخاري ومسلم].
ويُحرم عليها أيضًا الصيام، إلا إذا كان من قضاء رمضان، حيث تؤجل الصيام إلى ما بعد انتهاء فترة الحيض.
تحريم دخول المسجد والطواف بالبيت الحرام
تحرم على المرأة الحائض دخول المسجد للصلاة، استنادًا إلى حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
“كانت النساء إذا حاضت لا يصلين في مسجد النبي ﷺ” [رواه البخاري ومسلم].
كما يُحرم عليها الطواف حول الكعبة أثناء الحيض، حيث الطواف من العبادات التي لا يجوز للمرأة الحائض القيام بها.
تحريم الجماع
يحرم على الزوجين الجماع في فترة الحيض، استنادًا إلى قول الله تعالى:
“وَلا تَقْرَبُوا النِّسَاءَ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ” [البقرة: 222].
تحريم قراءة القرآن والتعامل معه
فيما اختلف العلماء، لكن الرأي الأكثر شيوعًا بين جمهور الفقهاء أن المرأة الحائض لا تقرأ القرآن الكريم بلمس المصحف، استنادًا إلى حديث النبي ﷺ:“لا تقرأوا القرآن على الحيض” [رواه أبو داود].
ومع ذلك، يجوز لها تلاوة القرآن من حفظها أو من غير لمس المصحف.
ماذا يجوز للمرأة الحائض؟
• يجوز لها الدعاء والذكر والتسبيح في كل الأوقات.
• يجوز لها سماع القرآن.
• يجوز لها حضور مجالس العلم والدروس.
• يجوز لها الاستحمام والاغتسال عند الطه