مرصد الأزهر: 2024 يسجل أعلى معدل لبناء البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية

نشر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف وفقًا لتقرير صادر عن منظمة كيرم نافوت اليسارية، المختصة برصد الأنشطة الاستيطانية، شهد عام 2024 تصاعدًا غير مسبوق في بناء البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية. حيث تم إنشاء 60 بؤرة استيطانية جديدة، مما يجعله أعلى معدل خلال الثلاثين عامًا الماضية.
البؤر الاستيطانية
وأوضحت المنظمة أن هذا الرقم يُمثل أكثر من خُمس إجمالي البؤر الاستيطانية التي أنشأها المستوطنون المتطرفون منذ عام 1997، حيث بلغ عدد البؤر الاستيطانية التي أُنشئت منذ ذلك الوقت 284 بؤرة، ما يكشف عن تسارع خطير في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.
الدعم الحكومي يشعل وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية
أكد تقرير كيرم نافوت أن هذا التصاعد الحاد في الاستيطان الإسرائيلي يأتي بدعم مباشر من حكومة الاحتلال بقيادة نتنياهو، وخاصة عبر وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش. حيث وفرت الحكومة الحالية غطاءً سياسيًا وقانونيًا لتسريع بناء المستوطنات، بالتزامن مع العدوان المستمر على قطاع غزة.
وأشار التقرير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ بتوسيع المستوطنات، بل قام أيضًا بتقنين البؤر الاستيطانية غير القانونية عبر إصدار موافقات بأثر رجعي، في تحدٍّ صارخ للقوانين الدولية والاتفاقيات الموقعة.
بؤر استيطانية في مناطق تخضع للسلطة الفلسطينية
للمرة الأولى منذ توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، تم إنشاء بؤر استيطانية في المنطقة (ب) التي تخضع إداريًا للسلطة الفلسطينية. ويؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن هذا التوسع غير القانوني يهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض يُعزز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ويمهد لـ تصفية القضية الفلسطينية تدريجيًا.
الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بالقوة
تحدث التقرير عن أساليب الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، حيث أشار إلى أن المستوطنين استخدموا العنف الممنهج للاستيلاء على الأراضي الزراعية والمراعي. وتشمل هذه الأساليب:
اقتحام الأراضي الزراعية والاستيلاء عليها بالقوة.
قطع الأشجار وتدمير المحاصيل الفلسطينية.
إغلاق الطرق المؤدية إلى الحقول والمزارع.
بناء أسوار تفصل الفلسطينيين عن أراضيهم.
شهادات المستوطنين، التي قدمتها كيرم نافوت، أكدت أن هذه الممارسات تهدف إلى طرد الفلسطينيين من أراضيهم الأصلية لصالح الاستيطان الإسرائيلي.
مرصد الأزهر يحذر من خطورة المخطط الاستيطاني
حذّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من خطورة المخططات الاستيطانية التي تسعى حكومة الاحتلال من خلالها إلى فرض السيطرة الكاملة على الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها الأصليين.
وطالب المرصد بـ تدخل عربي ودولي عاجل لوقف هذا التصعيد الخطير الذي ينتهك القوانين الدولية. وأشار إلى أن الأمم المتحدة تصنّف جميع المستوطنات المقامة على الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ عام 1967 على أنها غير شرعية وتشكل خرقًا واضحًا للقانون الدولي.
يجدد مرصد الأزهر دعوته إلى تحرك عالمي سريع لوقف الاستيطان الإسرائيلي، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدًا أن الشعوب الحيّة لا يمكن اقتلاعها أو طمس هويتها التاريخية.