«القاهرة الإخبارية»: انتخابات الجنوب اللبناني تُعيد الحياة لمناطق أنهكها العدو

قال مراسل "القاهرة الإخبارية" في لبنان، أحمد سنجاب، إن الانتخابات البلدية والاختيارية الجارية في الجنوب اللبناني تتجاوز كونها استحقاقًا ديمقراطيًا، لتشكل مشهدًا مقاومًا يُعيد نبض الحياة إلى مناطق عانت طويلًا من ويلات العدوان الإسرائيلي، وآخرها التصعيد الأخير الذي خلف آلاف الضحايا ودمارًا واسعًا.
الانتخابات البلدية
وأوضح سنجاب، في رسالته المتلفزة، أن هذه الانتخابات تمثل تجسيدًا للإرادة الشعبية، مشيرًا إلى أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وصفها بأنها "رسالة من الجنوبيين بأنهم باقون على أرضهم"، في تعبير واضح عن التمسك بالهوية الوطنية ورفض مخططات التهجير والتهميش.
وأشار مراسل "القاهرة الإخبارية" ، إلى أن الأجواء داخل مراكز الاقتراع تعكس مستوى عالٍ من الوعي والالتزام، حيث توافد المواطنون منذ ساعات الصباح الباكر للإدلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم في المجالس البلدية والمخاتير، رغم الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة.
وتابع أن المشاركة الكثيفة في هذه الانتخابات تؤكد رغبة اللبنانيين في تعزيز الاستقرار وبناء مستقبل أفضل، كما تُظهر تمسك أبناء الجنوب بحقهم في تقرير مصيرهم عبر الآليات الديمقراطية، في مواجهة ما خلفته الحروب من آثار مدمرة.
انطلقت اليوم السبت الانتخابات البلدية في جنوب لبنان، المنطقة التي شهدت دمارًا واسعًا جراء الحرب التي خاضها حزب الله مع إسرائيل، والتي وصفها الحزب بأنها "دفاع عن غزة ومؤازرة لحماس".
وانتشرت في العديد من البلدات ملصقات دعائية تحث الناخبين على التصويت لصالح الحزب، وسط محاولاته المستمرة لإظهار احتفاظه بنفوذ سياسي رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها في الحرب مع إسرائيل العام الماضي، بحسب وكالة رويترز.
أهمية الانتخابات لحزب الله في ظل الضغوط المتصاعدة
تمثل هذه الانتخابات أهمية استثنائية لحزب الله، إذ تتزامن مع تصاعد الدعوات لنزع سلاحه واستمرار الضربات الجوية الإسرائيلية على مناطق الجنوب. وفي الوقت ذاته، لا تزال قاعدة الحزب الانتخابية تعاني من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للصراع.
تداعيات مدمرة للحرب
يعكس مشهد الأنقاض الذي يكسو الجنوب حجم الدمار الذي خلفته الحرب التي بدأت بقصف حزب الله لإسرائيل دعماً لحماس في أكتوبر 2023، وتطورت إلى هجوم إسرائيلي واسع في سبتمبر 2024. وبفقدان أبرز قيادييه والآلاف من مقاتليه، ضعُف نفوذ الحزب على الدولة اللبنانية، في حين ازداد نفوذ خصومه بشكل ملحوظ.